أ.د. محمد خير محمود البقاعي
أود أن أورد هنا قبل متابعة ترجمة التقرير الذي بدأت في ترجمته في شذرة الأسبوع الفائت للمؤرخ الفرنسي أدم فرانسوا جومار عن الدور الذي كان للأوروبيين في الحملة على الدولة السعودية الأولى عبر وكيلهم في مصر محمد علي الذي أرسل ولده طوسون بداية، ففشل، ثم جاء بنفسه وفشل، ثم أرسل ولده إبراهيم الذي كان على أهبة الفشل لولا الأخطاء العسكرية التي وقع فيها الجيش المدافع عن الشعب والدولة، ولم يستطع الوقوف في وجه التقنيات العسكرية التي كان يخطط لها المرتزقة من الأوروبيين. وأود قبل المضي في الترجمة إيراد نص من كتاب: «رحلات في شبه الجزيرة العربية، جيمس ريموند ولستد..
ترجمة محمد درويش ومراجعة وتقديم أحمد عبد الرحمن السقاف، نشر هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، المجمع الثقافي، 2009م =
J.R. Wellsted, Travels in Arabia, Volume I : Oman and Nakab El Hajar John Murray, 1833
جاء في ج1، ص29، الفصل الرابع :
«يوم 25 تشرين الثاني/نوفمبر أعدوا لي مركباً ليقلني إلى صور، ففارقت مسقط فراق غير وامق، فالجو فيها وخيم لا تحتمل أجساد الأوروبيين وطأته خاصة في هذه الفترة التي ازداد فيها وبالا على وبال حتى إن عدداً كبيراً من المواطنين أنفسهم كانوا يلقون فيها حتفهم يومياً. تمكّن أحد الفرنسيين من الفرار من عسير بعد هزيمة الأتراك، واجتاز هذا البائس مخاطر جسيمة، وخاض أهوالها لكي يصل إلى مسقط. وها هو - بعد كل هذا - يرقد طريحاً يصارع الموت في هذه المراكب الراسية إلى جوار مركبي. وهناك أيضاً عدد كبير من بحارة السفن البريطانية يرقدون في ذلك المركب يعانون حالات إعياء خطيرة».
إن تاريخ المرتزقة عريق في الحملات على الدولة السعودية، وأكثر مشاركاتهم فاعلية كانت في الحملة المنسوبة إلى إبراهيم. وهذا أوان العودة إلى ترجمة التقرير. يتابع جومار فيقول:
[ 148] وينبغي هنا أن نسجل في استعراضنا السريع أن القنصل تيدونات- دوفان ترك مخطوطة مهمة عن حالة الإدارة المصرية في عام 1820م، وقد نشرت بعناية المدعو ف. ج. جولي F. J. Joly. لقد أهمل السيد درييو هذا الكتاب الذي يتحدث عن فيسيير في ثلاثة مواضع. أما كتاب بول مورييي Paul Mouriez»تاريخ محمد علي، نائب الملك في مصر، طبعة 1855م.
Histoire de Méhémet-Ali, vice-roi d»Egypte، (Ed.1855)
بمجلداته الخمسة فليس هو في حقيقة الأمر إلا تجميعا للمعلومات. وينطبق الأمر نفسه على كتابين أكثر حداثة؛ أحدهما لباتونPaton، والثاني «للويس رونيه» برييه «Louis René” Bréhier(1868-1951م).
أما الكتاب المشهور» تاريخ الوهابيين منذ نشأتهم حتى نهاية عام 1809م الذي صدر في عام 1810م، وأشير إلى مؤلفه بصيغة L. A. فإن مؤلفه هو لويس ألكسندر أوليفييه دو كورانسيه (1770-1832م).Louis Alexandre Olivier de Corancez
القنصل العام في حلب، وعضو سابق في المعهد المصري فلا نستطيع استخدامه فيما نحن بصدده، كما يتضح ذلك من عنوانه. وينطبق الحكم نفسه على أحداث الرحلة المشهورة [149] «لفرانسيس دومينجو» باديا «إي ليبليخ»، (علي بك العباسي 1767-1818م)
«Francisco Jordi» «Dominego badia «Y leblich»
شأنها شأن رحلة «جان لويس» بوركهارت «Jean Louis» Burckhart (1784-1818م) الذي كان تجواله في بلاد العرب بين عامي 1807، و1818م، وكلاهما توفي في عام 1818م.
أما الكتيب النادر المعنون: «وقائع حملة إبراهيم باشا على الوهابيين في عام 1818 م» =
Relation de la campagne d»Ibrahim-Pacha contre les Wahabiles en 1818. الذي ترجم من الانكليزية إلى الفرنسية، عام 1833م للكابتن «جورج فورستر سادلير (1789-1859م) George Foster Sadleir, وعنوانه بالإنجليزية: Diary of a Journey across Arabi
(وقد جاء في نص التقرير خطأ: «ساكليير»Sacllier .
وهو أول الأوروبيين الذين عبروا نجدا. (عبروا الجزيرة العربية من القطيف إلى ينبع، ثم تجول بحثا عن إبراهيم لتهنئته والسعي إلى تحالف لمحاربة القواسم). وترجمه إلى الفرنسية السيد بيران .M. Perrin إن هذا الكتاب على الرغم من عنوانه الواعد فإنه لا يحتوي إلا على إشارة عابرة إلى فيسيير، وليس هناك أيضا ما يستخلص في هذا الشأن من سلسلة العوالم الطريفة L»Univers Pittoresque(وهي سلسلة دراسات تاريخية ظهرت عام 1835م واستمرت حتى عام 1863م بعناية دار النشر الإخوة فيرمان ديدو Firmin-Didot frères وصدر كتابها عن مصر في عام 1839م).
ولا نجد شيئا أيضا عن فيسيير في كتب الفرنسيين العاملين في دوائر الخدمات المصرية مع أنهم من معاصريه؛ مثل المهندس المعماري كزافييه - باسكال كوست1787-1879م Xavier-Pascal Coste
أو ضابط الأركان «جول» بلانات Jule Planat ( صاحب كتاب: تاريخ تجديد مصر، رسائل من القاهرة إلى السيد الكونت ألكسندر دو لا بورد عضو مجلس النواب، باريس 1830م.
Hi stoire de la Régénération de l»Egypte. Lettres écrites du Caire à M. le Comte Alexandre de Laborde, membre de la Chambre des Députés ، Paris, 1830.
وصاحب كتاب: «خريطة بلاد العرب. مسار الحرب بين جيوش مصر والوهابيين ومسرحها من عام 1812-1827م. ويتضمن وصفا للحملات على الحجاز (ومكة المكرمة) ضد الوهابيين=
Carte de l»Arabie. Itinéraire et Théâtre de la Guerre entre les Armées d»Egypte et les Wahébis depuis 1812 jusqu»en 1827).
وجول بلانات هو الذي كلفه محمد علي بتدريب الجيش المصري على الخطط الحديثة للغرب». فتأمل.
وقد كان للمسمى بارتيليمي كلوت-بيه Barthélémy Clot -Bey (1793- 1864م) الذائع الصيت ومساعديه؛ الدكتور ربات Dr. Rabat، والطبيب البيطري هامون Hamont . إن كان الأمر كذلك فمن الطبيعي ألا يذكر فيسيير في المصادر البريطانية: مثل مذكرات القنصل «هنري « سالت (1780-1827م)
consul « Henri » Salt أكبر منافسي القنصل الفرنسي «بيرناردينو - ميشيل- ماري دروفيتي (1776-1852م) Bernardino Michele Maria Drovettiفي النفوذ، وفي جمع المقتنيات الأثرية، والكتاب المعتبر لزميله “جون”باركر“John” Parker، فضلا عن الكتيب الذي ذاع صيته بصفحاته الستين
A short Meroir of Mohammed- Ali, Founder OF THE VICE-ROYALTY OF EGYPT, 1889.
= صفحات قصيرة عن محمد علي، نائب السلطان في مصر، 1889م.
لدبلوماسي بريطاني آخر في مصر هو «شارل أوغست» موري (1806-1895م) «Charles Augustus» Murray.
ولا نجد أيضا أي ذكر للضابط الفرنسي في مذكرات مواطنيه المشهورة الذين زاروا القاهرة إبان الحملات على بلاد العرب أو بعدها بقليل شأن المكلفين بمهمات من مواطنيه المعروفين مثل «فيلكس دو» بوجور (1765-1836م) « Félix de» Beaujour
صاحب كتاب: رحلة عسكرية في أنحاء الإمبراطورية العثمانية، وصف حدودها، ووسائل دفاعاتها الرئيسة، سواء كانت طبيعية أم مرسمة، مرفقة بخمس خرائط جغرافية. طبعة 1928م
=
Voyage militaire dans l»Empire othoman. Description des frontières et des principales défenses, SOIT NATURELLES, SOIT ARTIFICIELLES, AVEC CINQ CARTES GEOGRAPHIQUES (Ed.1829).
و»لويس أوغست دو» فوربان (1777-1841م) “Louis Auguste de» Forbin, peintre, officier et écrivain وهو رسام وضابط وكاتب، ومدير متحف اللوفر الملكي 1816-1841م.
وكلف بمهمة لجمع الآثار بين عامي 1817-1818م، كتبت عنه روز ماري لو روزيك،
Rose-Marie Le Rouzic» مقالا في مجلة العلماء Journal des savants, 2015, n°1. بعنوان: «رحلة في بلاد الشرق» =
voyage dans le Levant de, peintre, directeur du musée royal du Louvre (1816-1841), en mission pour les antiques (1817-1818) par Rose-Marie Le Rouzic)
ولا نجد أيضا شيئا فيما كتبه مارسيلو Marcellu ، ولا في ما كتبه الهيلستيني « Ambroise Firmin Didot أمبرواز «فيرمان ديدو» (1790-1876م) (والهيلستينيية حقبة كانت فيها الثقافة اليونانية تزخر بالكثير من مظاهر الحضارة في ذلك الحين. وقد بدأت بعد وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 ق.م، واستمرت حوالي 200 سنة في اليونان وحوالي 300 سنة في الشرق الأوسط. وأقرب ما وجدته له عن الشرق هو كتابه :مذكرات رحلة في الشرق (1816-1817م)، باريس، مطبعة فيرنان دوديه، بلا تاريخ=
?Notes d»un voyage fait dans le Levant en 1816 et 1817, Paris : impr. de Firmin-Didot, s. d).
ولنا لقاء.