محمد العبدالوهاب
قبل أربعة أعوام أوأكثر، أعلنت وزارة الثقافة عن إنشاء إحدى عشرة هيئة ثقافية تتولى مسؤولية إدارة القطاع الثقافي السعودي بمختلف تخصصاته واتجاهاته، وتعنى كل هيئة منها بتطوير قطاع ثقافي محدد، ومنحتهم كافة الصلاحيات والتمتع بشخصيتهم الاعتبارية إدارياً ومالياً وترتبط جميعها بالوزارة كتنظيم.
من ضمن تلك الهيئات هيئة الأدب والنشر والترجمة ومبادرتها الشريك الأدبي التي سعت من خلاله عقد شراكات أدبية مع المقاهي الثقافية والصالونات الأدبية وتواصلها مع القطاعات الحكومية على ترويج الأعمال الأدبية بشكل مبتكر وأقرب لمتناول الجميع.
أقول: تواجدت في أماكن كثيرة مبهجة وباذخة في إثراء الفكر والمعرفة وعلى صعيد مدن مملكتنا المعطاءة العظيمة وعبر أطرافها الممتدة جغرافياً من الجهات الأصلية، كان آخرها وبالأمس القريب أحادية الغرفة التجارية بالخرج وتشرفت بحضور ندوة عن(تاريخ اليمامة في الشعر العربي) والتي ألقاها العلامة القدير والباحث في التاريخ والتراث، بروفيسور عبدالعزيز بن محمد الفيصل رائد تحقيق الشعر العربي، وقد استوقفني ارتباط مسمى (زرقاء اليمامة) بتلك المرأة المشهورة بحدة بصرها، إضافة إلى أول من سكن اليمامة وأعظم الشعراء الجاهليين الذي سكنوا فيها، والذي أدار هذه الندوة بكل أقتدار، المشرف على مسار الثقافة والأدب والتراث الأستاذ: علي بن سليمان الدريهم، وقد شدني الحضور الكبير لهذه الندوة من أكاديمين ومختصين بالأدب والثقافة والتاريخ، وآخرين من حضور ملفت لم أشهد لها مثيلا على صعيد ملتقيات الشريك الأدبي الذي حضرته، لدرجة لم يتسع فيه المسرح للجلوس وإبقاء الغالبية العظمى للاستماع في بهو الغرفة التجارية، مما يؤكد أن أهداف هيئة الأدب والنشر بجعل الثقافة طريقا ممهدا للمجتمع قد تحقق.
لعلي أريد أن أصل إلى أنه وقبل ساعات من انعقاد الندوة، كنت بضيافة المؤرخ الصحفي والأديب الدكتور فهد الموسى في مكتبته العامرة بالأرشيف الصحفي الممتد إلى أكثر من نصف قرن، إذا وقعت عيناي على تغطية صحفية عن أول ملتقى ثقافي رسمي ينعقد بالرياض قبل عشرين عاما تقريبا، وكان برعاية وحضور سمو أمير منطقة الرياض -آنذاك- مولاي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بعنوان: (المثقفون بأطيافهم يلتقون)، وكانت تحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام إشرافاً وتنظيماً، وقد أيقظت ذاكرتي وقبضت مشاعري، كيف لا وهي حضوري الأول في حياتي لملتقى ثقافي وبالتشرف بالسلام على مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان صاحب الأيادي البيضاء من خلال دعمه المتواصل والمتعارف عليه بمنح كل ما يطلبه القطاعان العظيمان (الثقافة والصحافة) فقد وجه بمنح مبنى لمؤسسة اليمامة - آنذاك - ووجه بمنح أرضين فيما بعد لمؤسستي الجزيرة والرياض أيضاً في شمال العاصمة، وأطلق على ذلك الحي (الصحافة) والذي انتقل من بعد تشييدهما إلى هناك مرافق المطبوعات ودور النشر وشركات التوزيع ووكالة الأنباء السعودية.