د.عبدالعزيز الجار الله
تطوير مشروع حي «البوليفارد» بالدرعية هو جمع لعدة مرتكزات بهدف تقديم تنمية حديثة تنطلق من جذور تاريخية وعمق حضاري وطراز عمراني قادر على استلهام الماضي، ويقدم بطروحات حديثة تناسب قوة وبهاء خطوط الحاضر وقوة البناء المعماري الذي يعلن عن نفسه كمعمار يميز الشخصية السعودية المتجذرة في تاريخها وأرضها، ومن هذه المرتكزات:
- الدرعية: رمزية الدولة السعودية الأولى كعاصمة وبدايات الإنشاء في أواخر القرن 14 الميلادي.
- تاريخ: التأسيس يعود لزمن الربع الأول من القرن الثامن عشر 1727م.
- الجغرافيا: الدرعية هي جارة الوادي على شفير وادي الدرعية الشهير الذي يبدأ من غربي الدرعية وينتهي بفروعه وروافده عند أطراف الخليج العربي.
- البيئة الطبيعية: مزج أكثر من تكوين: حافات جبال طويق الغربية، وصدوع وادي حنيفة، والجدائل الجبلية من جبال طويق المنطلقة في فضاء الدرعية الرحب.
- الواحات: الدرعية التي تنثر عبير الأرض والمياه الجبلية المتكونة من طبقات خازنة من مياه الأمطار متجددة وعذبة، ومياه جيولوجية قديمة.
- المنحنى: تجويف صخري له هيبة المكان، وما أجمل المدن التي تقام على منحنيات تشعرك بالدفء الوطني، تعرجات الدرعية، والدخول الوجل المتباطئ إلى مانسميه ببطن الوادي وادي حنيفة تجعلك تعيش حالة تاريخية بها فخر الماضي.
في ظل هذه التداعيات تأتي مانقول عنه وحدة اللحظات عندما تكون الزوايا الركنية في المدينة وإعمارها باهرا، وجبال تتداعى منها الذاكرة لإنشاء حاضر ولد من أزمنة الماضي، تطوير جادة العالم جادة بوليفارد الدرعية بعدا آخر لجيل يبحث عن الإسعاد.
ففي 7 يناير 2025 وقعَّت شركة الدرعية عقدًا لتنفيذ أعمال التصاميم المعمارية بقيمة 426.3 مليون ريال (113.6 مليون دولار أمريكي) مع إحدى الشركات المتخصصة في المجال العمراني، وذلك ضمن توجهاتها لتطوير مشروع حي «البوليفارد»:
- مجموعة من المباني ذات التصاميم الفريدة في ثلاث مناطق مجتمعية في حي «البوليفارد».
- يأتي هذا التعاقد ضمن برنامج تطويري طموح عززته شركة الدرعية عبر توقيع عقود رئيسية مع مجموعة من الشركات لتنفيذ مشاريع واسعة النطاق ضمن منطقة تطوير تمتد على مساحة 14 كيلومترًا مربعًا.
- يُعد حي «البوليفارد» وجهة رئيسية ضمن مشروع الدرعية الذي تبلغ قيمته 236 مليار ريال (63.2 مليار دولار)، وتشكل مركزًا محوريًا يربط بين مختلف المناطق وفقًا للمخططات الرئيسية الشاملة للدرعية.
يهدف مشروع بوليفارد الدرعية إلى الجمع مابين توجهات عدة السياحي الترفيهي والتاريخي يقوم على أرضية لها إرث تاريخي، وتوجه عمراني يطرح أنماطا معمارية حديثة تتناغم مع الأنماط التاريخية التي كانت سائدة في أوائل القرن الثامن عشر، أيضا يهدف إلى جعل الركن الشمالي الغربي لمدينة الرياض في محافظة الدرعية هو إعادة الوهج الحضاري لمكان دمر في لحظة تاريخية 1818 ليعود في أوائل الألفية الثالثة يقدم إبداعاته الإنسانية لكل زوار المدينة، وينقلها للعالم.