محمد العويفير
لا تزال حدة انتقاد جمهور الهلال لإدارة ناديه مستمرة وفي ازدياد، وهي انتقادات مبرَّرة، لاسيما وهي تشاهد أخطاء متكررة تحدث في كل موسم عدا الموسم الماضي، فهذه الإدارة ما زالت تكرر أخطاءها وتكابر عليها.
إدارة الأستاذ فهد بن نافل لا شك بأنها من حيث الأرقام وكافة الملفات المتعلقة بخارج الملعب تدير النادي بكفاءة عالية، أما قراراتها الفنية فدائماً هي في موضع شك بالنسبة إلي، وأعني هنا بقراراتها تجاه الأجهزة الفنية واللاعبين وتقييمهم في كل مرحلة التقييم الصحيح، فهي دائماً تعتقد بأنها الوحيدة القادرة على اختيار القرار السليم في الوقت السليم، ودائماً ما تعتقد بأن أي رأي يخرج من خارج النادي وتحديداً من الجمهور فهو لا يعدو كونه رأياً عاطفياً ليس مبنياً على أسس ومسببات منطقية، ولهذا دائماً ترى أن قرارات الإدارة لا تتوافق مع آراء الجمهور لا من حيث نوع القرار ولا توقيته، وكأنها بذلك ترى أن التوافق في القرار والتوقيت مع الجمهور قد يجعل منها إدارة تستمع وتستجيب للجمهور، وهذا من المحرَّمات بالنسبة لها، والشواهد كثيرة.
ولعلنا نستشهد ببعض الحالات على سبيل المثال تأخرها في إقالة رازفان وميكالي وجارديم وقرارهم بالإقالة بعد وقتٍ طويل من مطالبة الجمهور بذلك، واليوم يتكرر نفس الأمر مع جيسوس، والذي اتفق الجميع على ضرورة إقالته، ولن تجد الخلاف في هذا الأمر سوى في مسألة ما إن كانت الإقالة ستتم الآن أم في فترة التوقف القادمة، عدا الإدارة التي ترى خلاف ذلك تماماً، ونحن جميعاً نعلم بأن الإقالة ستحدث عاجلاً أم آجلاً بناءً على حالات سابقة كثيرة جداً حصلت في أنديتنا وتحديداً في الهلال.
هذا الغضب الهلالي ليس من الحكمة أن يتم التعامل معه دوماً بالصمت، فسياسة الصمت وأن تجعل الوقت كفيلاً بإخماد النيران ليس دائماً حلاً ناجحاً، خصوصاً أن هذا الأمر تكرر.
هذه المشاكل لن ينهيها الصمت، وغضب الجمهور (المبرَّر) لن يطفئه الوقت ولا حتى فوز و3 نقاط، فإن كانت الإدارة ترى هذا فهي بذلك تستخف بغضب الجمهور، وبحجم المشاكل التي تحصل في الهلال، فإن كان في السكوت حكمة ففي الحديث أيضاً حكمة إن كان في الوقت السليم.
كما أرى أن المرحلة الحالية تقتضي أن يخرج المسؤول ليتحدث ويضع اعتباراً لهذا الغضب الجماهيري، فأحد أوجه الإدارة هي إدارة الأزمات وهذا ما يجب أن تعمل به الإدارة قولاً وعملاً.
هذا الوقت تحديداً النادي بحاجة إلى جماهيره، وأخشى ما أخشاه أن يعي ذلك كل شخص عدا إدارة النادي حينما تبالغ بأسعار تذاكر مباراة الإياب كعادتها، إن تمت فهي بذلك قد أطلقت رصاصة الرحمة على العلاقة بينها وبين جماهيرها.
رسالتي
من الممكن أن تكون الإدارة هي (الأقرب)، ولكن الأكيد أنها لن تكون دائماً (الأصوب)، ومن التواضع للمرء أو المنظومة أن لا تعتقد بأنها دوماً تسبق الجميع بخطوة.
** **
- محلِّل فني