الجزيرة - الاقتصاد:
تقدمت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) في مجال الاقتصاد الدائري، من خلال تحويل النفايات إلى مصادر دخل عبر إعادة استخدام المواد والطاقة في أنظمة مغلقة على نحو مستمر، ومن خلال الأبحاث المتطورة والتعاون والشراكات التي تدفع عجلة الابتكار، يركز الباحثون على كفاءة استخدام الموارد، وتقليل النفايات، وتعزيز الاستدامة.
وأشار أستاذ الهندسة الكيميائية في كاوست، البروفيسور ماني ساراثي، خلال مؤتمر كاوست للأبحاث (تحسين كفاءة الطاقة في الاقتصاد الدائري)، إلى أن إعادة استخدام المواد والطاقة لأقصى حد ممكن تعزز الانتقال نحو طاقة نظيفة ومستدامة، موضحًا أن الاقتصاد الدائري يعزز إنشاء أنظمة مغلقة تسهم في تحقيق أقصى قيمة للطاقة والمواد.
وقال: «نركز على مجالات مثل احتجاز الكربون واستخدامه، وتطوير الوقود المستدام، وإعادة تدوير البلاستيك وأنواع النفايات الأخرى، بالإضافة إلى توظيف الذكاء الاصطناعي وتعليم الآلة لتسريع تبني مبادئ الاقتصاد الدائري.
بدوره أكد الباحث العلمي في قسم العلوم والهندسة الفيزيائية رئيس المؤتمر المشارك، الدكتور جانار دانراج سوبوراج، على إسهامات كاوست في الحد من البصمة البيئية لأنظمة الطاقة.
وقال: «على عكس الاقتصاد الخطي التقليدي، يشجع الاقتصاد الدائري على عمليات مثل تحويل النفايات إلى طاقة، واحتجاز الكربون واستخدامه، وإعادة تدوير النفايات، مما يسهم في تقليل البصمة البيئية والاعتماد على الموارد غير المتجددة، مشيرًا إلى أن الأبحاث في كاوست تهدف إلى فهم ومحاكاة كيمياء الاحتراق للوقود التقليدي والبديل لتعزيز الكفاءة وتقليل انبعاثات الملوثات، إلى جانب التركيز على إنتاج الهيدروجين النظيف واستخدامه كأحد المحاور الأساسية لهذه الأبحاث.
وتشمل مساهمات كاوست في الاقتصاد الدائري، ليس فقط تحسين عمليات تحويل النفايات إلى طاقة من خلال كيمياء الاحتراق المتقدمة، وتحويل النفايات الحيوية إلى مواد صناعية وأعلاف حيوانية قيمة، بالإضافة إلى دراسة تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى وقود ومنتجات مستدامة، كما تسهم الجامعة في الحد من تكوّن الملوثات عبر تطوير نماذج تنبؤية تقلل من الانبعاثات، مما يعزز الاستدامة البيئية وكفاءة استخدام الموارد.
وقال الباحث العلمي في قسم العلوم والهندسة الفيزيائية ورئيس المؤتمر المشارك: تدعم هذه الأبحاث على نحو مباشر تحول المملكة نحو اقتصاد دائري ومنخفض الكربون، مما يضمن كفاءة الطاقة والاستدامة في قطاعي الصناعة والنقل بالمستقبل.
وفيما يتعلق بكيمياء احتراق الوقود والتقنيات المستدامة للطاقة، تعد منصة أبحاث الطاقة النظيفة (CERP) ركيزة أساسية لدور كاوست في تعزيز الاقتصاد الدائري، بينما أشار الباحث في قسم العلوم والهندسة الفيزيائية، الدكتور ريبو غوتام، إلى أن باحثي وأعضاء هيئة التدريس في (CERP) يعملون على تطوير تقنيات تشمل الوقود البديل ونمذجة الاحتراق المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مما يسهم في تعزيز الكفاءة وتقليل الانبعاثات.