عبدالمجيد بن محمد العُمري
في صباح يوم جميل ممطر كنت في منزلي، فجهزت الشاهي (تلقيمة) في أبريق تراثي وأبقيته ساخناً على شمعة صغيرة، وراق لي منظر الأبريق فصورته وجعلته في حالة الجوال، والشعراء تأسرهم الصورة الجميلة، وما إن رأى أخي الشاعر الأستاذ عبدالله بن ناصر آل عويد (عندليب الأحساء) الصورة حتى علق عليها بهذه الأبيات:
خَدِّرِ الشّايَ الْمُنَعنَع!
آهِ مِن رأسي تَصَدَّع!!
يالَأبريق ٍ ..... تَجلَّى
وبهِ ذَوقي تَولّع!!
أحمرُ الشَّاهي غَرامي!!
قَرِّبُوهُ ..... أتَمَتّع!!
عبدالله بن ناصر العويّد - الأحساء
18 - 8 - 1446هـ
فأجبته قائلاً:
مرحباً أهلاً وسهلاً
بحبيبٍ قد تولَّع
يا لأبريق... هواهُ
وهو بالأذواق أروع
ليته كان قريباً
يرشفُ الشايَ المُنَعنَع!
عبدالمجيد العُمري - الرياض
18 - 8 - 1446هـ
ثم توالت التعليقات والمشاركات من عدد من الإخوة والأحبة من داخل المملكة و خارجها، وجاءت مرتبةً زمنياً على هذا السياق:
نظم الشعر.. فأبدع
وبشاي قد.. تولّع
أحمر الشاي.. لذيذ
وكذا الأخضر.. أمتع
سيما إن كان.. تاياً
مغربياً قد.. تنعنع
د. محمد بن عبدالله الخرعان - الرياض
***
قرِّبِ الشايَ المنوعْ
وبنعناعٍ مشعشعْ
وبإبريقِ غضارٍ
طاب في السكب وأمتعْ
مثلما قد طابَ وزنا
يزنُ البالَ المروعْ
فاسقنيهِ ثم غردْ
حبكمْ في القلب أمرعْ
محمد بن ناصر الخليف - الرياض
18 - 8 - 1446هـ
***
إنّه الشّايُ أنيسٌ..
وهو في الجُلاَّسِ أرْوَعْ
لهفَ نفسي ما أحيلا
هُ.. إذا الجمرُ تولَّع
ويكونُ الطعمُ أحلى
إنً يضمُّ الصَّحْبَ مَجمَعْ
د. محمد أبوبكر صو - السنغال
***
لستُ بالنعناعِ أقنع
أو إضافات تُصَنّع
إنّما شاهيّ أصلٍ
من لظى جمرٍ تشبّع
كلما ذقت ارتشافًا
زاد خدراً، كان أمتع
عبدالله المُعَيِّدي - جازان
***
وقف الشوقُ بعيداً
وأتى الحرُّ المقنعْ
حاملاً شاياً ثقيلاً
بيديهِ الكأسُ يلمعْ
يكتبُ الأبياتَ فيهِ
أينَ مَن للشعرِ يسمع
سامي أحمد القاسم - الأحساء
18 - 8 - 1446هـ
***
يا حبيباً.... قد تَولّع
في هَوَى الشايِ المُنعنع!
مرحباً، والوقتُ يمضي
وبريقُ الشايِ يجمع
ليتني كنتُ بِقُربٍ
وهَدِيرُ الشايِ أسمع
محمد بن فهد المُحَيْش - الأحساء
18 - 8 - 1446هـ
***
آهِ... لو كان غدانا
فوق رملٍ قد تلمّع
بحبيباتٍ صغارٍ
بردٌ منه ترصع
ثم يأتي الشاي كيفًا
طعمه شهد وانطع
عبدالرحمن البداح - رغبه
***
صورةُ الإبريق يلمع
أصبحت باباً لمجمع
ابتدى عبدُ المجيد
برسومٍ حيث أبدع
بعدها ابن العويد
أطلق الشعرِ وأمتع
إبراهيم التميمي - الرياض
***
يال ذا الصاح المُمَتع
جهز الشاي المنعنع
كان إشراقه شايا
حرك الشعر فذعذع
فدعا الصحب ينادي
كل من فيه تولع
حمد بن محمد العماري - الرياض
18 - 8 - 1446هـ
***
هل بقولي أتتبعْ*
من برؤيا قد تمتعْ
ورأى إبريق شاي*
تحفةً في السكب أرفعْ
يا لشاي ٍقد شربتُ*
ببيوتٍ كان أروعْ
د. محمد يحيى غيلان . المدينة المنورة
الثلاثاء 19 شعبان 1446 الهجرة.
***
حين يغدو الجو حلْواً
سيكون الشايُ أنْجعْ
وعلى الرمل ورمثٍ
ارتشف بل وتضلّعْ
ليس كلُ الشاي نفْعٌ
بل قليلُ منه أنْفَعْ
إنما الشاي مذاقٌ
طيّبٌ فلْتتضوّعْ
د. مساعد المحيا - الزلفي
في 19 - 8 - 1446هـ
***
ثم دخل على الخط الشاهي الأخضر الشنقيطي (الأتاي) وقدم عدد من الشعراء أبياتهم وكأنهم يقولون بصوت واحد (فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ).
ارع لي سمعا لتسمعْ
ما إذا ما قيل يُسمعْ
متع الله حماكم
بفنون الخير أجمعْ
أحمر الشاي أصيلٌ
في سماء الكيف يلمعْ
غير أنْ للكيف عرشٌ
أخضر ٌفيه تربعْ
عبدالرحيم عبدالله الشنقيطي
المدينة المنورة 18 - 8 - 1446هـ
***
دِرِ الكأسَ وأتْرِعْ
وتَهلَّلْ وتربَّعْ
واملأ المجلسَ أُنسًا
واطرُدِ الأكدارَ وادفَعْ
بكُؤوسٍ من أتايٍ
شربُها بالودِّ أيْنَعْ
فهْيَ تخْتالُ بتاجٍ
وصنوفَ السعدِ تجمعْ
وتُحاذيهَا ثلاثٌ
لهناءِ النفسِ تصنَعْ
أبيضُ السكَّرِ والْـ
ـشّايُ وأوراقُ المُنَعْنَعْ
مُشهِداتٍ كُلَّ صَبٍّ
مسَّهُ البُعدُ فأوْجَـعْ
أنَّ في شُربِ أتايٍ
خَيْر سَـلْوَى للمُولَّعْ
سيَّما بينَ صِحَابٍ
ما لهمْ في الشرِّ منزَعْ
د. محمود بن كابر الشنقيطي - الرياض
***
ما بداٍء في شتاءٍ
عندما الكاساتُ تصنعْ
في فضاءٍ لا بقصرٍ
لا ولا شيء مربعْ
وثُغَاءَ المعزِ تَرعى
ورُغاءَ الإبل تَسمعْ
في صحاب فوق خمسٍ
منهمُ من هو أصلعْ
== = = = = = =
* الرجل الأصلع عند العرب رمزٌ في الرجولة، ومحبوب عند النساء، والظرافة، والشجاعة، والإلف وحسن العشرة.
الحسين أحمد درويش الشنقيطي - دبي.
***
وأحد الشعراء يقول سألت الذكاء الاصطناعي بعد أن مررت الأبيات جميعها، وطلبت منه أن يكتب الشعر على نسقها فأرسل هذه الأبيات، وأجرى صاحبنا عليها بعض التعديلات والتحسينات: (شكراً لملاحظاتك، وها هي الأبيات بعد تحسين الوزن والصياغة):
خَدِّرِ الشّايَ المُنَعْنَعْ
وَاسْكُبِ الطِّيبَ المُرَوَّعْ
آهِ مِن كَأسٍ تَجَلَّى
عَطْرُهُ فِي النَّفْسِ يَلْمَعْ
يَا لَأَبْريقٍ بَدَا لِي
حَوْلَهُ النَّشْوَةُ تَرْفَعْ
أَحْمَرُ الشَّاهِي سَحَرْنِي
طَعْمُهُ في الفَمِ يُنْقَعْ
قَرِّبُوهُ ثمَّ هَاتُوا
فَهوَ للرُّوحِ مُنَعْنَعْ
بتصرف (الشات جي.بي.تي)
***
وبعد أربعٍ وعشرين ساعة قفلت باب المساجلات إلى أن نلتقي على خير في أمسية شعرية قادمة بإذن الله.