عبدالعزيز المعيرفي
تزخر المدينة المنورة بفرص استثمارية عظيمة يمكن لها أن تولّد فرصاً وظيفية متنوِّعة، حيث لا تزال المدينة على الرغم من كل ما تمتلكه من مقومات تسجل ارتفاعاً في نسب البطالة، إذ سجلت المدينة الرابعة الأعلى بطالةً بنسبة 10 % حسب نشرة سوق العمل الصادرة من الهيئة العامة للإحصاء وتجد مع الأسف الكثير من أبنائها يسافرون للمدن الأخرى بحثاً عن الوظائف عكس ما نتوقعه في أن تكون المدينة المنورة جاذبة للكفاءات.
وعلى الرغم من ازدياد عدد الزوار إليها وهذا مؤشر إيجابي، لكنها لم يستفد أبناؤها بالشكل المطلوب، فهذه المدينة التي وفد إليها 15 مليون شخص العام الماضي تمر أمامها فرص عظيمة لاستثمار هذه الأعداد الضخمة في تكوين اقتصاد مزدهر ليس في زيادة أعداد الفنادق فحسب وإنما هي بحاجة إلى دعم الأنشطة السياحية وزيادة أعداد الوجهات التاريخية والتراثية والريفية وهو ما يتطلب دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال من خلال تحفيز الزوار للبقاء فترة أطول وجذبهم.
وعلى الرغم مما تشهده المدينة من مشاريع ضخمة لعل أبرزها مشاريع الشركات الكبرى مثل رؤى المدينة ومدينة المعرفة والمقر غيرها ولكني أرى أن استفادة أبناء المدينة منها ضعيفة، حيث من المفترض أن تلزم هذه الجهات مقاوليها والشركات المتعاقدة معها بفرض نسب توطين مرتفعة من أبناء المنطقة وأقرب مثال ناجح على ذلك ما نراه في محافظة العلا ومشاريع نيوم والبحر الأحمر وكيفية استفادة أبناء منطقي تبوك والعلا منها.
ولا يزال المشوار مشجعاً في جذب المزيد من الاستثمارات والشركات المحلية والدولية التي تساهم في توليد الوظائف الجيدة وذات الرواتب المرتفعة التي تجعل أبناء المدينة لا يسافرون خارجها بحثاً عن وظائف مناسبة لهم، إنني أطلب من جميع المسؤولين والمستثمرين والجهات الكبرى العمل على خلق الفرص الوظيفية وهو أحد أهم أهداف الرؤية خاصة أن المدينة المفترض أن تكون جاذبة للكفاءات لا عكس ذلك.