بدر الروقي
الغيابُ عن المشهدِ حدثٌ لربما كان أبعد وأعمق من صوريَّة التواجد الشخصي، أوحتميَّةِ الحضور الجسدي لما قد يقع فيه من اللقاءات والمواعيد - العابر - منها والمجدول، المهم فيها والأقل أهمية.
هذا المشهد (المشهد الحياتي) المتعدد والمتوالد في كلِّ تفاصيله و فصوله قد يعقبُ الغياب عنه تبعات وعواقب؛ تُقابلُ بمبدأ التعويض، وتكرار الفرصة، وإعادةِ المحاولة كحد أقصى؛ للتخفيف مما قد يتركه ويخلِّفه.
لكن ما أجزمُ بغيابه عند الكثير في مجتمعنا اليوم (مشهدٌ) أصابهم في مقتل، وطعنهم غير مرة، ومع ذلك ما زالوا يواجهون -خطر- تكرار مشهده بالغياب التام عن نبذه وتجريمه.
ظاهرةُ التَّسول (مشهدٌ) يتكرَّرُ بدون رادع ولا زاجر لهذه الآفة التي لا زالتْ تحذِّرنا منها الجهاتُ الأمنية، وذات العلاقة والاختصاص، وتنادي بصوتها وحسها الأمني للتعاون والوقوف معها للقضاء على هذه الظاهرة وطمسها؛ لما تمثِّلهُ من خطر في دعم الجهات المتطرفة، والخلايا النائمة والتي تستهدف أمن الوطن واستقراره.
لعلَّ آخر تلك النداءات والتحذيرات ما وجهتْ به (وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد) متمثِّلةً في نداء قائد ربانها معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ من توحيد خُطب الجُمعة الفائتة، والتي تُحذِّرُ وتنبه من ظاهرة التسول ومدى خطرها على الوطن والمجتمع، ومهيبة الجميع بعدم التعاطف مع هؤلاء المتسولين، وإبلاغ الجهات الأمنية عليهم حال مشاهدتهم.
فما أجمل أن نكون يداً بيد لحماية أمننا وبلادنا من نقمة هذه الظاهرة!
نقطة أمنية:
كل مشهد يُعَوَّضُ (غيابه) إلاَّ (مشهد) غياب الحس الأمني.