راشد الزهراني
لماذا يلجأ بعض من المحترفين في استخدام الذكاء الاصطناعي بالتلاعب والاستهتار لدرجة ارتكاب المخالفات المحظورة واستغلالهم في قلب الحقائق وتسييسها لمصالحهم الخاصة، وهموا باختراق تصريحات مسؤولين وشخصيات اعتبارية زوروها وغيروا في محتواها بالأصوات لتغيير وتحريف الكلام.. للتلفيق وإلصاق التهم بهم لإثارة الفوضى وخلق النعرات والفتنة، وهناك من صدقها من الجاهلين، أو انغر بها الحاقدون والحاسدون ونشروها في الآفاق؟!
والأخطر من ذلك عندما يخوضون في المسائل الدينية للتحريف وتغيير الفتوى فتجد فتوى مقلدة زوراً وبهتاناً لاحد مشايخ الافتاء بنفس الصوت والصورة، والخوف ثم الخوف إذا استخدم الذكاء الاصطناعي في تزوير فتوى صوتية للشيخين ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله تعالى في مسائل دينية مما يصعب في تقصي حقيقتها أو الرجوع إليهما - يرحمهما الله.
وقد يأنس لها البعض إما لجهل أو لكونها راقت له فيحملها على عاتقه لنشرها على الملأ من الناس عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة فتنتشر كالنار في الهشيم..
حتما هنا تقلب النعمة إلى نقمة والخير إلى شر، كفانا الله وإياكم شره وشر ما جاءت به هذه التقنيات.
فنعمة الذكاء الاصطناعي عديدة ودور مهم جدا في تنمية الحياة الاجتماعية والاقتصادية والصحية حتى في مواقع الخطر في ميدان الحرب.. فيستخدم الذكاء الاصطناعي بدلاً من الإنسان المغامر والذي قد يعرض نفسه للمهلكة وخلافه مثل عمليات الإنقاذ والتخلص من القنابل وإدارة المواد المعدنية أو المشعة أو فحص البيئات المعادية وإدخال البيانات أو إجراء الحسابات، أو تنفيذ المناورات بشكل أسرع وأكثر كفاءة من البشر. وفي القطاعات الحيوية، مثل الرعاية الصحية أو الطيران وإجراء العمليات الجراحية عالية الخطورة أو التنبؤ بالأعطال الفنية.. وحتى لا تتعرض نعمة الذكاء الاصطناعي إلى نقمة وشر كالسرطان يغزوا المجتمعات.. يجب ان تكون هناك أنظمة وقوانين واضحة البيان والاعلان عنها بشكل أوسع وان يخضع هؤلاء المجرمون المحترفإن العقوبات صارمة وتجريم أي شخص يستغل هذه التقنيات لأغراض تأتي بالفتنة والشر للمجتمع والناس أجمعين.. وهو ما ينطبق على عقوبات الجرائم المعلوماتية والتي تصل غرامتها إلى 5 ملايين ريال أو السجن لمدة 3 سنوات أو حسب نوع الجريمة.
فمن أمن العقوبة أساء الأدب.. إن عدم المساءلة أو عدم وجود إرشادات وقواعد واضحة في استخدام الذكاء الاصطناعي لا يضمن محاسبة المقصرين من المطورين والمستخدمين على أفعالهم بما تحدده الأنظمة والقوانين من جزاءات وعقوبات وإجراءات منظمة ومرتبة تمنع هؤلاء الآمنين من العبث في استخدام الذكاء الاصطناعي.
كذلك أن تخضع أنظمة الذكاء الاصطناعي التي لا تشكل سوى مخاطر محدودة، مثل برامج المحادثة أو أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تولد المحتوى، لالتزامات الشفافية، مثل إعلام المستخدمين بأن المحتوى الخاص بهم تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي حتى يتمكنوا من اتخاذ قرارات مستنيرة للمصلحة الأمنية العامة.