م. بدر بن ناصر الحمدان
يقول المعماري والمصمم الحضري الخبير (جان جيل) في كتابه مدن من أجل الناس «إن المدينة يجب ألا تترك أحدًا خلفها»، ويرى من تجربته الحقلية «أن المدينة التي يستخدم فيها الناس الأماكن العامة هي علامة على أنها مكان جيد للعيش».
كراصد لمبادرات أمانة الرياض يلفت نظري دائماً أنها موجهّة للناس ومن أجلهم، وهذا ما يمنحها مساحة كبيرة من التأثير الإيجابي الكبير على أسلوب عيشهم خاصة في الأماكن العامة المبنية والمفتوحة، كونهم باتوا يشعرون بأنهم جزء من هذا العمل الذي يلامس احتياجاتهم واهتماماتهم ويفي بها، الأمر الذي يستدعي الإشادة به كتوجه بلدي استطاع استثمار مقدرات المدينة لصالحهم. إطلاق هوية واحات الرياض المحدّثة وتوجهاتها المستقبلية في العاصمة الرياض بالتعاون مع شركة الرياض القابضة مؤخراً، يبرهن على المستوى المتقدم من فهم رغبات السكان وهو امتداد لتجارب نوعية خاضتها وتخوضها الأمانة على مستوى تطوير البنية التحتية والمرافق العامة.
إنه أمر مثير للإعجاب ويعكس قدرة الأمانة على التحكم بسياق تجربة المستخدم التي استطاعت أن تضع الإنسان في المقام الأول عند وضع إستراتيجية صناعة وتفعيل الأماكن، ومن شأنها مستقبلاً أن تعزز من بناء الثقة في المدن وقيادة عصر جديد من المواطنة الحضرية.
أعتقد أننا أمام ممارسات عالمية متقدمة ومنتظرة تقودها أمانة الرياض وشركاؤها «على أرض الواقع» لإعادة تعريف علاقة المدن بالناس، وتحويلها إلى محيط مكاني مُلهم.