رمضان جريدي العنزي
الاستقامة خير من الاعوجاج، والطريق المستقيم خير من الطريق الملتوي، والإنسان المستقيم خير من الإنسان المنحرف. إن الاستقامة والاعوجاج طريقان متنافران ومتضادان ولا يتشابهان، كالصيف والشتاء، والظلمة والنور، والحنظلة والسكر، إن السقيم ليس كالصحيح، وليس بينهما تقارب مطلقاً. إن الاستقامة تكون في كل شيء في الأخلاق، وفي السلوك، وفي المبادئ والقيم، والرحمة والمحبة والألفة والتعاون، قال الشاعر:
حنانَيْكَ فاعرفْ أيَّ نهجيْكَ تَنْهَج
طريقان شتّى مستقيمٌ وأعوجُ
إن الاستقامة من أكمل الفضائل، الذي يبلغ بها الإنسان سعادته في الدنيا وفي الآخرة، قال سفيان الثقفي: يا رسول الله: قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك قال - صلى الله عليه وسلم - قُلْ: آمنتُ بالله ثم استقم، إن الاستقامة عنوان الحق، والهداية من دون الضلال، والنور الذي يشع، والنهر المتدفق، إن من أبرز السمات الحيوية للإنسان نهجه المستقيم في الحياة، فلا يكذب ولا يهمز ولا يلمز ولا يغتر ولا يتباهى ولا ينسب لنفسه البطولات المزيفة والمواقف الكاذبة، إن الاستقامة عنوان الإنسان الحي، صاحب الضمير والمبدأ والموقف، فشتان بين الإنسان الصالح، والإنسان اللئيم، إن أصحاب الاستقامة يختلفون جذرياً عن أصحاب الاعوجاج، فالذي يبني ليس كالذي يهدم، إن الإنسان المستقيم ينطلق من موقع العفة والتسامح، أما اللئيم فينطلق من موقع الحقد الدفين، إن المستقيم ينطلق دائماً نحو الفضاءات الرحبة، وأما المنحرف متقعر يقبع دائماً في حيز العتمة، إن بياض القلب يتميز به صاحب العفة والفضيلة والاستقامة، أما سواده فيتميز به المعوجون والمنحرفون في السلوك والأخلاق والحديث والتعامل.