خالد الأنصاري
لقد تابعت بشغف اللقاء التلفزيوني المباشر لشيخنا معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ وزير الدولة عضو مجلس الوزراء -حفظه الله- في برنامج «الليوان» الذي يقدمه الإعلامي المبدع الأستاذ عبدالله المديفر في غرة شهر رمضان المبارك لهذا العام 1446هـ فكان لقاءً يثري العقل وينير الفكر ومن أعمق الحلقات الإعلامية إثراءً بالعلم والمعرفة وذكر التجارب الشخصية الناجحة لشيخنا الجليل. فاسْتُهِلَ اللقاءُ بالحديث عن مسار شيخنا -حفظه الله- العلمي والتحاقه بكلية الهندسة ومن ثم تحوله للعلوم الشرعية ودراسته على عدد من العلماء كان من أبرزهم الشيخ عبدالعزيز بن مرشد والشيخ فهد الحمين والشيخ محمود شاكر -رحمهم الله جميعاً- وقد أثنى عليهم بما هم أهل له وذكر مدى استفادته منهم علمياً وعملياً وفي ذلك رسالة لطلاب العلم بأن يستثمروا وجود أهل العلم وأن يستفيدوا من علمهم وخبراتهم وتجاربهم. وتميز طرح شيخنا -حفظه الله- في هذا الحوار بالتأصيل العلمي وسعة الأفق وبعد النظر في معالجة بعض القضايا الفكرية المعاصرة مما يظهر متانة شيخنا العلمية وثقافته الشرعية وفقهه السياسي العميق للواقع وفهمه للحياة؛ والذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة؛ ويتضح لنا ذلك جلياً من خلال تأصيلاته وتحليلاته ورؤيته وأجوبته المتزنة والدقيقة. وقد حرص شيخنا -حفظه الله- في هذا اللقاء على إرساء القواعد والمفاهيم الإسلامية الثابتة ضد الأفكار المتطرفة المعاصرة.
مما أضفى على هذا اللقاء طابعاً علمياً فريداً وآخر تاريخياً مميزاً يشهد على سعة علم شيخنا -حفظه الله- وفهمه وقوة حفظه ورجاحة عقله واستحضاره للمسائل العلمية والمعرفية والتاريخية والفكرية، فهو مثالٌ لرجل الدين والدولة، في الفقه والسياسة والإدارة ، ومن الراسخين في العلم، وقد خدم دينه ودولته بالصدق والولاء والأمانة والإخلاص والنصح ، مما جعل له القبول عند ولاة الأمر من حكامنا وعلمائنا -حفظهم الله ورعاهم-، وقد أحبه أفراد المجتمع وتطلعوا للعديد من علومه الدينية والفكرية والأدبية والثقافية والاجتماعية، ناهيك عن خلقه وتواضعه وحسن منطقه وتعامله وسمته.
ومن شاهد هذا اللقاء الحواري الممتع وتأمل في مضامينه علم بحق ما وهب الله تعالى شيخنا -حفظه الله- من سعة في العلم والفقه والتحرير، وقوةٌ في بيان الحق والتقرير، فهو صاحب إرث وعراقة، ورجل دولة وعالم أمة، وصاحب عقل وحنكة، ومنبع بصيرة وحكمة، ولسان الحال يقول له كما قال الشاعر:
بعض المشاعر تأتي ثم تنصرفُ
والبعض منها على إبداعها نقفُ
لا فض فوك ومن قلبي أرددها
على بيانٍ لهُ الأسماع تنصرفُ
يا أيها العالم النحرير معذرةً
على تقاعس حرفي حين أعترفُ
عن ضعفِ وصفي لإبداعٍ ترتلهُ
لأن قدرك عندي فوق ما أصفُ
والأمة الإسلامية اليوم في أمس الحاجة إلى علماء ربانيين من أمثال شيخنا معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ -حفظه الله- يوجهون أفرادها بالعلم النافع في دينهم ودنياهم، ويتحلون بالحكمة والموعظة الحسنة، وإن المجتمع والأجيال أيضاً بأمس الحاجة إلى مثل هذه اللقاءات والتي تنقلنا إلى مستوى آخر من الوعي والمعرفة والثقافة وحسن الفهم والإدراك لكثير من الأمور التي حولنا، ولحماية الأجيال القادمة من عبث الاجتهاد المبني على الهوى.
** إضاءة
تطرق الأستاذ عبدالله المديفر في حواره مع شيخنا -حفظه الله- إلى عشقه للكتب والمخطوطات والنوادر، وأنتهز الفرصة في ذلك لأزف البشرى إلى جميع طلبة العلم عامة وتلامذة شيخنا والمحبين له خاصة بأنني قد فرغت من كتاب بعنوان «شيخنا العلامة معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وعنايته بالكتب» يسر الله تعالى طباعته.
- مكة المكرمة