محمد بن علي الشهري
بداية، لا مناص من تفهّم ما سببته نجاحات الهلال العالمية والقارية والمحلية من احراجات لبعض الجهات لعجزها عن الرد على أسئلة الفضوليين والفاشلين التي تدور في فلك: لماذا الهلال فقط الناجح؟ يعني ما عندكم إلاّ الهلال؟ ناهيك عما سببته من متاعب وهرج ومرج في أوساط الفرق المنافسة وبخاصة تلك التي على رؤوسها (ريش) التي تحظى برعاية خاصة.
لذلك سمعنا وقرأنا وشاهدنا كل ما دار وجرى من تدابير، الغرض منها خلق منافسين للهلال من خلال العمل والصرف ببذخ على منافسيه في سبيل سحب البساط من تحت اقدامه كأسهل وأقرب وسائل التخلص من أسئلة المتربصين والفاشلين والفضوليين المحرجة.. وكأنها مكافأة له على نجاحاته.. وعلى ما قدمه للكرة السعودية من منجزات تاريخية مشرّفة وعظيمة على كافة المستويات تشهد بها المحافل العالمية والقارية!
أسباب ما حدث ويحدث للهلال هذا الموسم ليس انخفاض مستوى وأخطاء مدرب فقط، فهذه الأمور تحدث لأي فريق وفي أي وقت، ولكنها لا يمكن أن تجعل من البطل المهاب لقمة سائغة للفرق التي كانت إلى قبل أشهر قلائل تحلم بالتعادل معه، وها هي تكسبه بالأربعة والثلاثة.. السبب الأعظم هو ما توقعه وبشّر به مسؤول الرابطة!
المؤسف أن الهلاليين لم يتنبهوا للمغزى والهدف الأساسي من (تحديات النيجيري).. إذ إنها تتمثل في القضاء على الهيبة وضرب الروح المعنوية وإحداث البلبلة في أوساط النادي العريق الكبير إلى درجة التراشق وتبادل الاتهامات وبالتالي سهولة تحوّل الفريق العظيم إلى فريسة سهلة، وبذلك يكون قد نجح الرهان في تعطيل البطل بدعوى السعي لصناعة منافس آخر للخروج ولو مؤقتاً من أزمة السؤال المحرج (يعني ما عندكم فريق ناجح وكفء الاّ الهلال)؟!
المؤسف أكثر أننا لا نلمس أي تحرك لحكماء للحيلولة دون إيصال كبير آسيا وسيدها للوضع الذي يمر به الآن والذي تتوقع أن يخرج منه بطلاً شامخاً كعادته.
مصيبة إذا كنت لا تستطيع صناعة بطل إلا من خلال إلغاء البطل الماثل صاحب التجارب المشرّفة والباع الطويل في رفع راية الوطن في المحافل الكبرى.