محمد الخيبري
بعد الهزة الفنية التي تعرض لها الفريق الأول بنادي الهلال خسر على إثرها صدارته للدوري السعودي المحترف، وخسر مباراة الذهاب من أمام بختاكور الأوزبكي التي أقيمت في أجواء شديدة البرودة في العاصمة الأوزبكية «طاشكند» والذي تبع تلك الهزة غضب جماهيري عارم ومتلاطم طالبت من خلاله الجماهير الزرقاء بالإطاحة برأس المدير الفني جورجي جيسوس وبعض النجوم بالفريق.
الهلال في تلك الفترة أهدر الفوز السهل من أمام فرق تصغره كثيراً بالإمكانيات والتاريخ مما أثار حفيظة الجماهير العريضة، وتأتي مباراته مع بختاكور الاوزبكي المتواضع فنياً كورقة التوت للادارة الهلالية والادارة الفنية التي سقطت في عيون الجماهير.
في المباراة الدورية من أمام فريق الفيحاء التي أقيمت على أرض ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية في بريدة استعاد الفريق الهلالي القليل من توازنه الفني وحقق فوزاً سهلاً بأقل المجهودات الفنية مع ضياع العديد من الفرص السهلة، وعلى الرغم من أن هذا الفوز لم يشفِ غليل الذائقة الهلالية ولم يصل لدرجة الرضا الكاملة من الجماهير لأنه يتوجب على الفريق الهلالي ونجومه تجاوز عثرة الفريق الأوزبكي في لقاء الإياب في قلب المملكة أرينا.
ومن متابعة لردة فعل الجمهور الأزرق اتضح أنه لايوجد ارتياح من المستوى الفني للفريق الذي يعج بالإصابات والنزول الحاد بالمستوى لبعض النجوم، وأن التذبذب الفني الذي اجتاح زعيم آسيا هو السبب الحقيقي بالتوتر الجماهيري الإعلامي.
من المؤكد أن العودة التدريجية للزعيم غير مرضية لعشاقه وأن مسؤولية النهوض بالفريق من مهام إدارة النادي والجهازين الفني والطبي، وأن آسيوياً أكثر ألماً من الإخفاق محلياً وقد يكون له تباعات كبيرة وعقوبات جماهيرية كبيرة جداً، وقد يكون ضحيتها أسماء كبيرة أيضاً.
وعلى الرغم من التركيز الإداري العالي على تجهيز الأزرق لخوض غمار المنافسة العالمية في بطولة كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن الاخفاق في الدوري وبطولة «دوري أبطال آسيا للنخبة» أمرٌ غير مقبول جملة وتفصيلاً وستكون له تباعات لامحالة إن حصل.
المطالبة الجماهيرية بتصحيح الوضع الفني للأزرق للحصول على ما تبقى من منافسات المسوم وحتى أن خسرها الزعيم فلا بد أن تكون الخسارة بعد تقديم مستوى فني مقنع ليبقى عامل التوفيق بيد الله وحده.
أيضاً يجب أن يكون الصمت الاداري المقنن متوافقا مع عمل فني احترافي وتغيير في الخارطة الفنية للزعيم، وذلك للحفاظ على الاستقرار الجماهيري المعهود ولضمان ذهاب الفريق الأزرق للمعترك العالمي بعد مائة يوم تقريباً وهو بوضع فني واداري وجماهيري واعلامي مستقر.
المباراة المفصلية في البطولة الآسيوية هي مباراة مفترق الطرق في حال خسرها الزعيم وفقد فرصة التأهل ستكون لها ردود أفعال قوية قد تستمر إلى نهاية الموسم؛ نظراً لعدة عوامل أهمها ضعف إمكانيات المنافس والفوارق الفنية بين الهلال ومنافسه وعامل الأرض والجمهور والسهولة النسبية للمباراة لنجوم الزعيم.
أما في حال الفوز والتأهل فإن الزعيم سينتقل لمرحلة انتقالية جديدة تحتوي على العديد من المحفزات مع ارتفاع بالمعنوية على كافة الأصعدة؛ مما يحتم العمل الجاد من الجهاز الفني واللاعبين مع الدعم الجماهيري الإعلامي.
والفوز في لقاء إياب دور الستة عشر هو الذي شدد عليه المدير الفني للهلال خلال المؤتمر الصحفي المنعقد قبيل اللقاء والذي يقع على عاتقه إخراج الفريق من الوضع الفني والنفسي السيئ الذي ظهر في موقعة الإياب.
كل المؤشرات الفنية تؤكد بأن الهلال قادر على تجاوز عقبة بختاكور الاوزبكي واستغلال كل معطيات اللقاء والدعم الجماهيري والإعلامي والإرث التاريخي للأزرق الكبير والشواهد على أن الهلال فريق متمرس وشرس ولا يستسلم في أحلك الظروف وأصعبها.
وها هو يعود الهلال عودة بدون شروط، وعودة بالمتعة الفنية والبصرية وعودة بالنتيجة والمستوى بعد انكسار في لقاء من المفترض ان يكون قد أنهاه من طاشكند ولكن توقف هناك نظراً لظروف تلك المباراة ليعود بعد المواءمة الوجدانية التي تمت بين الجماهير ونجوم الفريق، والتي ألغت من خلالها المطالبات بإبعاد المدير الفني وبعض النجوم.
وأنا لا أعتقد ان هناك علاقة طردية بين عودة الهلال بهذه القوة وبين المستوى المتميز الذي قدمه ممثلانا آسيوياً فريقا النصر والأهلي لأن الهلال هو أفضل الفرق التي تعود بشكل ممتع ومقنع بعد كل انكسار والشواهد كثيرة تاريخياً بل أن أهم الانجازات للهلال تحققت بعد انكسار وإخفاق يوصف من الاخفاقات العنيفة والتي لو وقعت على فريق لخسفت به.
قشعريرة
رسالتي لاتحاد كرة القدم الموقر ولرابطة دوري المحترفين وللجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين بإعادة النظر في قائمة اللاعبين الـ25 المفروضة على الأندية المحترفة والتي لاتخدم المنظومة الفنية للفرق وفي أحيان كثيرة المنتخب الوطني الأول.
معظم الفرق وخصوصاً المتنافسة على مراكز المقدمة والتي لديها استحقاقات أخرى داخلية وخارجية تعاني من الإصابات المتكررة لنجومها نظراً لصعوبة عملية التدوير بين اللاعبين لقلة العدد في قائمة الفرق، وزيادة الأحمال على اللاعبين الذين يعتمد عليهم في خارطة مدراء الفرق الفنيين طوال الموسم.
هذه القائمة تعتبر تحديا بالغ الصعوبة للفرق المتنافسة في الدوري المحترف والإصرار عليها ليس فيه تغليب لمصلحة الدوري السعودي بل أنه يفقدنا الكثير من النجوم للاصابة والاجهاد ويهبط بالمستوى الفني للدوري، وله تأثيرات اقتصادية وفنية ولوجستية أخرى.
وأتمنى أن يكون هناك قرار يضمن التوازن في عدد المحترفين الأجانب وعدد قائمة الفرق الإجمالية لتكون هناك مساواة نسبية بين الفرق المتنافسة لرفع مستوى الدوري الفني إجمالي ولضمان الحصول على تصنيف عالمي أعلى.