أ.د.عثمان بن صالح العامر
من المواضيع التي تشغل الأسر السعودية أو حتى أكون منصفاً الغالبية منها، وتعد قضية رأي عام وإن لم تظهر بشكل مباشر على أنها كذلك (الدراسة في رمضان)، خاصة أنها في هذا العام ثلاثة أسابيع كاملة، وحتى لا أعيد ما قلت وقال غيري من أسباب ومبررات لا تخفى للمطالبة بجعلها (عن بُعد)، من خلال برامج التعليم المدمج الذي رفعت رايته وزارة التعليم وبشرت به من قبل، إذ إن لنا في المملكة العربية السعودية مع التعليم عن بعد تجربة ناجحة بامتياز إبان سنوات كورونا المتصارمة، أشاد بها العالم أجمع. ولعل من الفوائد التي يمكن الحصول عليها جراء جعلها عبر البلاك بورد أو الزوم أو غيرهما من التطبيقات المعروفة:
- كون هذا الفصل (الفصل الدراسي الأخير) يأتي عقب فصلين دراسيين طويلين، كانت الدراسة فيهما حضورية، مما سيسبب الغياب جراء الملل من قبل شريحة عريضة من الطلاب والطالبات، أو الحضور والنوم في الفصل.
- كون الدراسة في رمضان جاءت بعد إجازة ما بين فصلين دراسيين.
- خصوصية رمضان حسب الثقافة المجتمعية السائدة لدينا على وجه العموم ولدى من هم على مقاعد الدراسة خاصة، ولذا لا بد أن تتغيّر هذه الثقافة أولاً، فلا سهر بليالي رمضان ونوم في نهاره، وإنما برمجة الأسرة السعودية على ما هو مسنون من الله في هذه الحياة؛ فالليل سبات والنهار معاش، وهذا يحتاج إلى زمن ووعي مجتمعي وتحمل الأسرة للمسئولية التعليمية بشكل مباشر.
- عدم جاهزية الميدان التربوي في جميع مدارسنا وكلياتنا، إذ إننا مع دخول شهر رمضان قد نحتاج في عدد من المناطق إلى التكييف على سبيل المثال، وهذه المكيّفات ربما لم تخضع للصيانة الدورية، وهذا سيكون مظنة إلحاق العنت والتعب على طلابنا الصائمين.
- نجاح تجربة التعليم عن بعد في التعليم السعودي بشكل يمكن توظيفه والاستفادة منه في هذا الشهر الفضيل، وهذا يسجّل لمقام الوزارة الموقر.
على فكرة كثيرة هي التجارب الرمضانية التي شهدها التعليم العام والأكاديمي العالي في مدارسنا وجامعاتنا السعودية، ومما أذكر أننا ونحن على مقاعد الدراسة الجامعية جُرِّب فينا الدراسة بعد صلاة الفجر وانتهاء اليوم الجامعي عند الساعة التاسعة والنصف، وعندما كنت معيداً درست في إحدى السنوات بعد صلاة التراويح، وكلها للأسف لم تحقق النجاح المنشود، فالعادات والأعراف والتقاليد غطاء ثقيل كما يقال.
إنني على يقين بأن صاحب المعالي وزير التعليم وفريق العمل لديه حريصون على كل ما من شأنه تحقيق النفع العام وبلوغ الهدف المنشود من العملية التعليمية برمتها، ولكنني لما أعرفه عن معاليه من ترحيب بكل رأي مدعوم ومبرهن عليه كان هذا المقال، وإلى لقاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.