د. أحمد محمد القزعل
تتضمن الثقة بالنفس قدرتك في السيطرة على حياتك واتخاذ القرارات الصحيحة والتحكم في انفعالاتك ومواقفك ومواجهة التحديات بثبات، ولابد من أن تمتلك نظرة إيجابية تجاه الأمور وأن تكون قادراً على تحديد نقاط قوتك وكيفية استغلالها والعمل على مواجهة نقاط ضعفك ومحاولة تطويرها، فالثقة بالنفس لا تعني الغرور، بل هي تعني تحقيق التوازن بين التواضع والاعتزاز بالإنجازات الشخصية.
ومن أسباب ضعف الثقة بالنفس: التجارب الصادمة حيث إن التعرض للإساءة الجسدية أو النفسية أو العاطفية في مراحل مبكرة من الحياة يمكن أن يترك أثراً طويل الأمد ويؤدي إلى اهتزاز الثقة بالنفس، كذلك فإن أسلوب التربية الذي يعتمد على المقارنات المستمرة أو النقد اللاذع أو التقليل من قدرات الطفل، يؤثر سلباً في ثقته بنفسه حتى في مرحلة البلوغ، كما أن محاولة الوصول إلى المثالية المطلقة تؤدي إلى الشعور بالإحباط والقلق الدائم، وفي عصر السوشيال ميديا قد تشعر أنك دائماً بحاجة لتغيير شيء في نفسك لتكون مثالياً، وهذا الشعور المستمر بالنقص يُضعف تقديرك لذاتك.
ومن أهم طرق تعزيز الثقة بالنفس: التركيز على الإنجازات الشخصية والتقدم بدلاً من النظر إلى ما يمتلكه الآخرون، والاهتمام بالصحة الجسدية وممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي، وكذلك فإن الحصول على قسط كاف من النوم ينعكس إيجاباً على صحتك النفسية وثقتك بنفسك، وضرورة التعاطف مع الذات والابتعاد عن العبارات السلبية مثل «أنا فاشل» واستبدلها بكلمات مشجعة مثل «أستطيع التحسن» و»سأجرب مجدداً»، ولابد من تحديد الأهداف الواقعية القابلة للتحقيق؛ لأن السعي وراء المثالية المطلقة يُشعر الإنسان بالإحباط، وكما يقول إلينور روزفلت: «لا يمكن لأحد أن يجعلك تشعر بالنقص دون إذنك».
ومن نافلة القول: فإن الثقة بالنفس ليست مهارة تولد مع الإنسان، بل هي مكتسبة ويمكن تطويرها مع الوقت، ومن خلال مواجهة المخاوف وتقدير الذات وتبني الأفكار الإيجابية، يمكن لكل فرد أن يعزز ثقته بنفسه، وعلينا إدراك أن رحلة بناء الثقة بالنفس تتطلب الصبر والاستمرارية، وأن كل خطوة صغيرة في هذا الاتجاه تقربنا من حياة أكثر نجاحاً وسعادة.