د.حصة بنت زيد المفرح
في هذا العنوان ثلاثة مفاهيم وثلاث محطات مهمة يحسن الوقوف عليها أولًا قبل ربطها ببعضها بعضا، والحديث عن علاقات التأثر والتأثير بينها: السعادة، جودة الحياة، رؤية 2030.
السعادة في اللغة: من اليُمن، وهو نقيض النحس، والسعادة خلاف الشقاوة، والسعيد نقيض الشقي، والسعادة: الفرح والابتهاج، وكل ما يدخل البهجة والفرح على النفس فهو مُسْعِد. وسَعُد الإنسان: أحس بالرضا والفرح والارتياح، ونال الخير. وسَعْد السعود: المنزل الرابع والعشرون من منازل القمر. ومن المُسعد أن تكون تسمية بلادنا (المملكة العربية السعودية)، وأن تكون هويتنا الوطنية (سعودي وسعودية) فلهذه التسمية بعد دلالي حق لنا أن نتمثله ونسعد به؛ فسعود: مصدر سَعَدَ يَسْعَد سَعْدًا وسُعُودًا، فهو سعيد. وتيمنًا بهذه الدلالات: فمن سعادة وفرح ورضا إلى نيل الخير واليُمن حتى نرتفع إلى منازل القمر بإذن الله.
والسعادة ظاهرة إنسانية؛ فلا يوجد إنسان على هذه الأرض لا يبحث عن السعادة، ولا يسعى نحو ممهداتها، ولا يريد الاحتفاظ بها؛ حتى يكون سعيدًا ما دام حيًا. فالسعادة قيمة إنسانية عالمية، ومن حق الإنسان أن يكون سعيدًا. وربما أكثر ما يتردد دائمًا حول السعادة أنها قرار يتخذه الإنسان، فكل إنسان قادر على تحقيق السعادة بالتفكير الإيجابي، والبحث عن الجوانب الجيدة التي حققها، وتجاوز الجوانب السلبية.
وتذهب الأقوال والآراء على اختلاف مصادرها إلى أن السعادة حالة يمر بها الإنسان عندما يمتلئ قلبه، وعقله، ووجدانه بمزيج متوازن من المشاعر الإيجابية، والمتعة الذهنية المعزّزة بالمقاصد، والمعاني المثالية والأخلاقية. وهي شعور عاطفي عميق يرتبط بالرضا، والبهجة، والامتنان. ولا تقاس بمقياس واحد؛ إذ تختلف من شخص إلى آخر، ومن ثقافة إلى أخرى. ومع ذلك فهناك بعض المعايير العامة التي يمكن الاتفاق عليها، وهناك اهتمام بثلاثة جوانب مكملة لبعضها: سعادة الجسد، سعادة العقل، وسعادة الروح.
والمتأمل في الدين الإسلامي يلحظ أن السعادة تشكل جزءًا مهمًا منه قرآنًا وسنة وثقافة، ومن «أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم»، و»تبسمك في وجه أخيك صدقة». ولا تتحقق السعادة فيه إلا بإقامة مفهوم التوازن بين عدة أمور: ما يطلبه الجسم وما تحتاجه الروح، متطلبات الفرد ومتطلبات الآخرين (المجتمع الذي يعيش فيه)، الحياة الدنيوية والحياة الأخروية.
والسعادة الحقيقية في الدنيا مصدرها علاقة الإنسان بربه، وما تجلبه من راحة وطمأنينة، وشعور بالسلام والسكينة. أما بعد الموت، وفي الآخرة؛ فقد وضع الإسلام والقرآن الكريم عدة مقاييس للسعادة، ونتائج ذلك من نعيم دائم، واستقرار في الجنة. فالسعادة هدف كل إنسان مع اختلاف أساليب الوصول إليها، وهذا النعيم الدائم هو الصورة المثلى للسعادة التي تعني عدم وجود الشقاء تمامًا.
وحتى في الفكر الصوفي، هي حالة تنشأ عن إشباع الرغبات الإنسانية كمًا وكيفًا؛ فكلما أشبعت رغبة شعرت بالسعادة التي تخص هذه الرغبة؛ لذا يختلف مفهوم السعادة من فرد إلى آخر، فهي شعور نسبي يختلف باختلاف الفرد، وقدراته، وإمكاناته، ودوافعه، وأهدافه، لكن الاتفاق أن الكل يبحث عنها؛ لأنها تحقق له قدرًا من الإشباع، والفرح، والسرور، والمتعة وغير ذلك من المشاعر المرافقة لها، وإن اختلفت منافذها بعد ذلك.
وعلى الصعيد الفلسفي، يقدم (أرسطو) ما يسميه (نظرية السعادة)، واللافت فيها أن تحقيق السعادة ليس من قبيل المتعة التي يمكن أن تكون في وقت قصير، بل هي أشبه بالقيمة المطلقة للحياة؛ حيث تقيس مدى عيشه إلى أقصى إمكاناته بوصفه إنسانًا، ومن حقه أن يسعد. ومن أجل شرح السعادة الإنسانية ينظر إلى الطبيعة فيذكر أن النباتات عندما تحصل على احتياجاتها من الماء والغذاء والنمو تكون راضية عن تحقيق أهدافها، والحيوانات تسعى إضافة إلى ذلك إلى المتعة والتكاثر، أما الإنسان فحياته مختلفة عن النبات والحيوان؛ لأن لديه قدرات وإمكانات مختلفة عنهما، فلدى الإنسان قدرة عقلية؛ لذا لن تكون المتعة، أو ما يسميه (الإشباع الفوري) وغيرها هدفًا لتحقيق السعادة، يحتاجها لكن مع توجيهها بالطريقة المناسبة لطبيعته الإنسانية.
ويوافقه في ذلك الفيلسوف (ألان باديو) الذي بحث في السعادة، وله كتاب (ميتافيزيقا السعادة الحقيقية) الذي طرح أسئلة حول تمييز السعادة الحقيقية عن سعادة الإشباع المرتبطة بالرغبات أو اللذات؛ لأنها ترتبط برغبات مؤقتة، ثم يرفدها بشعار: «كونوا واقعيين واطلبوا المستحيل».
ويربط الفيلسوف البريطاني (دايفيد هوم) كل فعل وإجراء بالسعادة؛ فالناس لا يزاولون المهن، أو يقتنون التحف، أو يبتكرون الاختراعات، أو يسنون التشريعات، أو ينشرون العلوم، أو يتأملون النجوم إلا بهدف الوصول إلى السعادة، والسعادة مفهوم مجرد وهدف يتطلع الجميع إلى بلوغه إما بالكد والعناء، أو المال والثراء، أو الضحك، والسعادة شعور داخلي ينعكس على الإنسان خارجيًا ومزاجه، وفي علاقته مع الآخرين، وتعامله بإيجابية.
وإذا ما انتقلنا إلى المكون الثاني للعنوان (الجودة) فإنها تعني في أبسط دلالاتها مقياس التميز للمنتج أو الخدمة المقدمة؛ بحيث تكون خالية من العيوب أو النواقص، وتحقق الالتزام بالمعايير التي تعتمد ويقاس عليها؛ لتكون قابلة للإنجاز والتحقيق.
وتعرف منظمة الصحة العالمية جودة الحياة بأنها: «إدراك الفرد لوضعه المعيشي في سياق أنظمة الثقافة والقيم في المجتمع الذي يعيش فيه، وعلاقة هذا الإدراك بأهدافه وتوقعاته ومستوى اهتمامه». وهي في مجملها تدل على: مدى رضا الشخص عن حياته من ناحية الصحة، والرفاه المادي، والجسدي والعاطفي، وفرص تطوير الذات، وإنشاء علاقات مع الآخرين، والحرية في اختيار أسلوب حياته، والإسهام في المجتمع.
والحديث عن السعادة وعلاقتها بجودة الحياة، ينطلق في الوقت الراهن- حسب رؤية المقالة- مما يحيط بنا من تغييرات حالية، ومستقبلية ترتبط بالرؤية (رؤية 2030) كما يشير العنوان، وهي رؤية مباركة قامت على ثلاث ركائز مهمة: مجتمع حيوي، وطن طموح، واقتصاد مزهر.
والمجتمع الحيوي يتمتع فيه الأفراد بحياة كريمة في بيئة متميزة يجدون فيها كل الدعم، والحماية من أسرهم، وأنظمة الرعاية الصحية والاجتماعية، وزيادة الاعتزاز بالتراث والهوية، وخيارات ترفيه عالية المستوى، وروح متسامحة تعكس قيم الإسلام الحقيقية. والوطن الطموح يعتمد على حكومة فاعلة، ومسؤولة، وشفافة، وعالية الأداء، وتخضع للمساءلة على جميع المستويات. أما الاقتصاد المزهر فيوفر فرصًا للجميع، بدءًا من التدريب والاستثمار في التعليم، مرورًا بدعم الشركات، وإنشاء لوائح تنظيمية، واستقطاب المواهب لدعم هذه الجوانب.
وإذا ما ذهبنا إلى ربط عناصر العنوان بعد تفكيكها (السعادة، جودة الحياة، رؤية 2030)؛ فإن علاقة السعادة بجودة الحياة ليست علاقة جديدة، ولم يكن الحديث عنها وعن تفاصيلها جديدًا أيضًا لاسيما عند ربطها بعناصر (رؤية 2030) فلنتأمل معًا:
ما طرحه أفلاطون في حديثه عن السعادة وربطها بفضائل الأخلاق، ليأتي أرسطو وهو من أكثر المفكرين الذين خصصوا مساحة للسعادة في أطروحتهم الفلسفية كما أسلفت، ويعلن أنها هبة من الإله، ثم يقسمها إلى خمسة أقسام: الصحة البدنية، الحصول على الثروة وحسن تدبيرها واستثمارها، تحقيق الأهداف والنجاحات العملية، وكلها من الأهداف المهمة التي ترتكز عليها الرؤية وتسعى إلى تحقيقها، إضافة إلى سلامة العقل والاعتقاد، والصحة العقلية، وهذا القسم تحديدًا يحيل إلى مبدأ التوازن والوسطية الذي يمكن أن نتمثله في المقولة الآتية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- «لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالًا ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال» . وهي تتجانس مع وسيلة تحقيق الفضيلة عند أرسطو؛ حيث التعايش مع الحياة بطريقة سلمية، والبعد عن أقصى درجات الزهد القاسي بالحياة، والسعي الحسي للمتعة، وتحقيق التوازن بين المنطقتين. أما القسم الأخير فيشير إلى السمعة الحسنة، والسيرة الطيبة بين الناس (السمعة الطيبة) التي رأينا أثرها في مبادرات هذه الرؤية المباركة؛ فهذه كلها من وسائل تحقيق السعادة.
وتقسم السعادة عند علماء النفس إلى نوعين رئيسين: السعادة قصيرة المدى، وهي التي تستمر لفترات وجيزة من الزمن، والسعادة طويلة المدى التي تعتمد تلك البواعث والمحفزات للسعادة قصيرة المدى، وتجعلها في تجدد دائم واستمرار. وهي التي تعمل عليها (رؤية 2030)؛ لذلك كان العمل على خطط طويلة المدى لإنجاز مشروعات متميزة، تقوم على الديمومة والاستمرارية.
وبالنظر إلى ما يطرحه الفيلسوف وعالم القانون الإنجليزي (جيرمي بنثام) ويشترك معه (الفارابي) في هذا، فقد كانا يربطان سعادة الأفراد بسعادة الآخرين، ويريان أنها جزء منها، وهي الغاية التي ينبغي أن تضعها المشاريع والقرارات في الحسبان؛ فالإنسان لا يمكن أن يحيا لوحده، وهو كائن اجتماعي يحتاج إلى الجماعة، ومن ثم فإن جزءًا كبيرًا من سعادته مبني على علاقته بالآخرين. وأساس الحياة قائم على التشارك، والعمل الجماعي، وتعمير الأرض لا يكون إلا بهذه المشاركة، وتحقيق الأهداف المشتركة. وكان الفارابي على سبيل المثال يركز على السعادة الجماعية، والبحث عن الأشياء التي تحقق السعادة لأهل المدن، ولا تتحقق في إسعاد شخص، بل بإسعاد الجماعة، وهذا يتجانس مع الرؤية ومنطلقاتها.
واليوم، وفي الواقع العالمي، أصبح لدينا اهتمامات متنوعة بالسعادة ومؤشراتها ومعاييرها مما يأتي:
- يوم السعادة العالمي: تحتفل به دول العالم في 21 مارس بما تحققه الدول لأبنائها من السعادة.
- مؤشر السعادة العالمي: مؤشر يقيس مدى السعادة في الدول والمجتمعات بالرجوع إلى دراسات وإحصاءات متعددة، وفقًا لمعايير معينة.
- معايير مؤشر السعادة العالمي: لا يعتمد المؤشر على نسبة ثراء الدول والأفراد فيها، بل يهتم كذلك بـالحالة النفسية للسكان، أمد الحياة، حرية اتخاذ القرارات، الدعم الاجتماعي، معدل الصحة العامة، نسبة انتشار الفساد ومكافحته، فرص العمل المتاحة وغيرها.
- تقرير السعادة العالمي: هو تقرير تصدره شبكة الحلول المستدامة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة؛ حيث تقيم الدول حسب مؤشرات السعادة، وصدر أول تقرير عام 2012.
ولدولة الإمارات العربية المتحدة تجربة رائدة في تأسيس البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة الذي اعتمد في عام 2016، منطلقًا من أهمية مواءمة خطط الدولة وبرامجها وسياساتها وتشريعاتها؛ لتعزيز جودة الحياة في المجتمع، وتحفيز الجهات الحكومية والخاصة؛ لإطلاق وتبني المبادرات والمشاريع الداعمة لتحقيق هذا الهدف. وكذلك تطوير المؤشرات لقياس مستويات السعادة وجودة الحياة، وترسيخ ثقافة الجودة، ونشر الوعي بأهميتها بوصفها أسلوب حياة؛ وذلك لتعزيز ريادتها في مؤشرات جودة الحياة والسعادة.
أما في المملكة العربية السعودية فقد تأسس برنامج (جودة الحياة) وهو برنامج أطلقه مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية عام 2018، ويهدف إلى تهيئة البيئة اللازمة لتحسين نمط الفرد والأسرة داخل المجتمع السعودي في (رؤية 2030). ورسم البرنامج إطارًا شاملًا لمستقبل الوطن من زوايا رئيسة ومهمة: حياة أمثل، خيارات أوسع، اقتصاد أقوى، وقيم تدوم.
والملاحظ أن مبادرات برنامج جودة الحياة، ومشروعات الوزارات والهيئات المختلفة وضعت سعادة المواطن نصب عينيها، واعتمدت مبدأ أن جودة الحياة هي المقياس الأساس لصناعة السعادة، وعلى قدر تطبيق متطلبات الجودة داخل الدول تتحقق سعادتها، والعكس صحيح.
ونصت (رؤية 2030) على اعتماد تقرير السعادة العالمي بوصفه من أهم المؤشرات التي يستند إليها برنامج تطوير جودة الحياة الذي يقوم على:
- أن تكون المملكة العربية السعودية أفضل وجهة لعيش المواطنين والمقيمين على حد سواء.
- تحويل السعودية إلى وجهة مناسبة للأنشطة الثقافية، والترفيهية، والرياضية التي حققت شهرة واسعة عالميًا، وجعلتها نقطة جذب سياحية.
- تعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع.
- تحقيق التميز في عدة رياضات إقليميًا وعالميًا.
- تنويع فرص الترفيه وتطويرها؛ لتلبية احتياجات السكان.
- الاهتمام بالسياحة، والكشف عن مناطق جاذبة كثيرة، والعمل على تهيئتها لاستقبال السياح، وتطوير قطاع السياحة.
- أطلق البرنامج مبادرات طموحة لتدريب الكفاءات الوطنية؛ لتلبية احتياجاتهم، وشغل ملايين الوظائف بحلول 2030.
- زيادة معدلات التوظيف وزيادة الدخل.
- تأمين نظام رعاية اجتماعي شامل يشمل: الإسكان، والتعليم، والرعاية الصحية؛ مما يخفف من مشاعر القلق لدى المواطنين التي تكون عاملًا مهمًا في انعدام السعادة.
- تحقيق الأمن والأمان والاستقرار.
- تعزيز الفرص الاستثمارية، وتنويع النشاط الاقتصادي، وإعادة بناء المدن الاقتصادية.
- تعزيز مكانة المدن السعودية، وجعلها في ترتيب أفضل المدن العالمية، وتحسين جودة الحياة فيها.
- خدمات البنية التحتية: تشمل الطرق والمواصلات والاتصالات؛ مما يسهل على المواطنين والمقيمين حياتهم اليومية.
- المجال القانوني والعدلي، وتفعيل عدد من الإجراءات التي تحقق العدالة.
- تحسين نمط الحياة؛ لتكون السعودية من أفضل الأماكن للعيش بحياة كريمة.
- دعم العمل التطوعي، وتخفيف معاناة الآخرين وإسعادهم؛ فمد يد العون إلى الآخرين، وكثرة العطاء كلها تشعر بالسعادة. ونلحظ ارتفاع عدد المتطوعين عامًا بعد عام، وكذلك ارتفاع عدد الجهات التي تقدم برامج المسؤولية المجتمعية.
- القضاء على الفقر والجوع.
- التعليم الجيد، والمتأمل يلحظ زيادة الاهتمام بالتعليم، والبعثات التعليمية، وتنافس الجامعات على المراتب الأولى في التصنيفات العالمية بالبحث العلمي، وبراءات الاختراع، والمسابقات التنافسية العالمية.
- المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.
- تشجيع الإبداع والابتكار، وتشجيع المواهب والطاقات الشابة، ووزارة الثقافة خير دليل على ذلك من عدد المبادرات التي قدمت، وعدد الهيئات التي أنشئت.
- الاهتمام بالجانب الصحي وتطوير منظومته، وما أزمة كورونا ببعيدة عنا، وقد تفوقت المملكة عالميًا في تعاملها مع هذه الأزمة، وسرعة وصول اللقاحات، وتمكين المواطن والمقيم وحتى مخالفي النظام من الحصول عليها، وعلى العلاج المناسب عند الإصابة، ووضعت السعودية خطة كاملة لمواجهة الأزمة كان هدفها سلامة المواطن والمقيم، واستهدفت الجوانب الصحية الجسدية، والأخرى النفسية.
- تعزيز حصانة المجتمع من المخدرات.
- الاهتمام بالمشاريع الرقمية، وتعزيز الحكومة الإلكترونية الذي جعل السعودية تتقدم دوليًا بسبب هذه الممارسة الرائدة.
- تقوية الجذور التاريخية والدينية والوطنية (اليوم الوطني، يوم التأسيس، والاهتمام بالحرمين الشريفين).
- حماية المواقع الأثرية، وتسجيلها دوليًا، واستثمارها سياحيًا.
- برامج حماية البيئة مثل: تقليل التلوث، ومكافحة التصحر، وترشيد الاستهلاك، وإعادة تـأهيل المحميات الطبيعية والشواطئ والجزر.
ومن ثمرات برنامج جودة الحياة بعد أن كانت السعودية في المرتبة الثامنة والعشرين في 2019 والثالثة والثلاثين في 2018 تقدمت إلى المرتبة السابعة والعشرين عالميًا، والثانية عربيًا في تقرير السعادة العالمي 2020 الصادر عن الأمم المتحدة؛ ليقيس مؤشرات السعادة والرفاهية وجودة الحياة من بين 156 دولة تناولها التقرير الذي يصدر سنويًا بالتزامن مع يوم السعادة العالمي في 20 مارس من كل عام، والتقدم في مرتبة واحدة لا يعني أن الإنجاز محدود، بل هو كبير على مستوى التنافس بين الدول عالميًا وليس عربيًا فقط. ثم تقدمت في تقرير عام 2021 إلى المرتبة الحادية والعشرين والمركز الأول عربيًا. وفي عام 2022 جاءت السعودية في المرتبة الخامسة والعشرين عالميًا والثالثة عربيًا. أما في عام 2023 احتلت المرتبة الثلاثين عالميًا والثانية عربيًا. في عام 2024 السعودية في المرتبة الثامنة والعشرين عالميًا والثالثة عربيًا.
وكل ما سبق، ترجمة حقيقية لنجاح رؤية المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله- ويعكس النتائج الفعلية على مستوى الأمن والاستقرار، ومستويات الدخل، والصحة، والتطور التقني، والإنجازات العلمية، وغيرها، ويحق لكل سعودي أن يفاخر به، ويسهم فيه بحب وانتماء ومسؤولية.
** **
- أستاذة الأدب والنقد بجامعة الملك سعود، وعضو مؤسس لجمعية سعادة الموظف(إسعاد).