عبدالكريم بن دهام الدهام
تتطور الأوطان وتنفرد وتزدهر بالنظرة الفاحصة الرشيدة للحكومات، فإذا بها تخطط حاضرها بكل همة وعطاء، وبإرادة صادقة لا تفكر في المستحيل، وتستشرف مستقبلها بخطط علمية جديدة استباقية مميزة، تواكب التطورات، وتتغلب على التحديات، وتعزز النجاحات، وتطلق الأفكار والمبادرات، لما فيه صالح المجتمع وتقدمه وازدهاره، بهذا تنهض الطموحات وتحقق الإنجازات.
وحكومتنا الرشيدة تضرب أجمل النماذج باهتمامها وحرصها على شعبها الوفي وجميع من يقيم على أرض هذا الوطن الطاهر، بما تقدمه من خدمات عظيمة، وتهدف دوما لإحراز أرقى المعايير العالمية في جودة الحياة، والرفاهية والسعادة والرخاء لأبنائها، عبر أهداف ذكية ومبادرات طموحة.
ووفقا للتقرير السنوي إيدلمان للثقة في الحكومات 2025م الذي صدر قبل أيام في نيويورك، فقد جاءت المملكة العربية السعودية الأعلى ثقة عالميا بـ87 في المائة في قطاع الحكومة، متصدرة على عديد من الدول المتقدمة، وتعد المملكة أعلى دول العالم تفاؤلا في المستقبل بـ69 في المائة مقارنة بـدول العالم، إضافة إلى مواصلة تصدرها عالميا، حيث تفوقت المملكة على عديد من الدول الكبرى في المؤشرات، مثل الولايات المتحدة 47 في المائة، وألمانيا 41 في المائة، والمملكة المتحدة 43 في المائة.. وبهذا الإنجاز، جاء في سياق ما يؤكده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - من أن: «المملكة العربية السعودية ماضية نحو تحقيق كل ما يعزز رخاء المواطن وازدهار الوطن وتقدمه وأمنه واستقراره، التيسير على المواطن لتحقيق مختلف المتطلبات التي تكفل به حياة كريمة بإذن الله «، واليوم في ظل متابعة سمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - أيده الله - يكبر الطموح.. وتترسخ المصداقية.. وتزيد وتيرة تلاحم الشعب مع قيادته لصنع أروع تجربة تنموية وأفضل مستوى لحياة الشعوب على مستوى دول العالم في ظل رؤية المملكة الطموحة 2030.
تولي قيادتنا الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله -، أبناء الوطن والمقيمين عناية بالغة، فهم في رأس أولوياتها بتفقد أحوالهم وتلمس احتياجاتهم والاطمئنان على الخدمات المقدمة لهم وتهيئ لهم كل الوسائل التي تحقق الاستقرار والرفاه والازدهار والرقي للفرد والأسرة والمجتمع، وتبذل بأياديها البيضاء جميع أشكال الدعم وفي كل المسارات والملفات من تجهيز البنى التحتية والمساكن وتوفير البيئة التعليمية والصحية المتطورة التي تواكب التقدم والحداثة، وترمي لتوفير كل الإمكانات والقدرات الحيوية المختلفة من أجل وطن أكثر تنمية وازدهارا ورخاء ورفعة.
كما تحرص القيادة الرشيدة على الاهتمام بأدق التفاصيل للوطن والمواطن، ومن تأمل في ذلك سيعرف مدى حجم اهتمام القيادة الرشيدة بأبنائها، ومدى الرحمة والمودة التي تسكن أفئدتهم اتجاه شعبهم، وسعيهم نحو بذل جميع السبل، التي تحقق الخير والسعادة وجودة الحياة لجميع المواطنين، والمقيمين على هذه الأرض الطاهرة الطيبة.
كما أن شعب هذه المملكة الوفي يضرب أروع النماذج في الترابط والتكاتف والانصهار الوطني، والوقوف بكل قوة وتراص وراء قيادته الرشيدة في السراء والضراء، وفي جميع الظروف، شعب وفي ومحب لقيادته ووطنه، ويضحي بالغالي والنفيس، والأرواح الغالية فهي فداء لهم، وميادين الشرف وميادين العز والكرامة برهان على ذلك، أبناء الوطن دوما على العهد والوعد، ويترجمون عشقهم لوطنهم بسلوكياتهم السديدة، وأفعالهم الثاقبة، يمارسون المواطنة الصالحة في جميع المجالات، مساهمين في تنمية وطنهم، محافظين على سمعته ومكتسباته، حريصين على الانطلاق مع قيادتهم الرشيدة نحو مستقبل متقدم وراق ومزدهر.
وما أجمل شعب المملكة المخلص الذي يحمل قيم الآباء والأجداد المؤسسين والملوك منذ بداية تأسيس الدولة السعودية وحتى عصرنا الزاهر الذي استندت شخصيته على عشق الوطن حتى أصبح هذا العشق متجذرا في ثناياها وكل أركانها، شخصية قيمها الولاء والإخلاص والوفاء للوطن وقيادته الرشيدة، شخصية ترمي إلى وحدة الصف والكلمة، تصطف خلف قيادتها الرشيدة ببذلها وعطائها وحبها المتدفق، شخصية تحافظ على الأمانة، وهدفها المحافظة على علم المملكة خفاقا شامخا لوطن فوق القمم في كل الميادين، وفتن بالسحاب بكل ثقة ويقين واقتدار.
رسالتي لجميع المواطنين بأن نؤدي جهودنا وجميع إمكاناتنا بشكل مضاعف، كل في مساره ومجاله وبقدر طاقته لوطن أكثر تنمية وازدهارا ورخاء ورفعة وأكثر أمنا، وأن نحافظ على مكتسبات الوطن، التي تم إنجازها خلال الثلاثة قرون الماضية، ونستثمرها في البناء والعطاء وفق رؤية قيادتنا الرشيدة 2030 بكل همة وحيوية ونشاط.
ندعو الله عز وجل أن يحفظ هذا الوطن المبارك، وأن يديم عزه ونصره ورخاءه، وأن يحفظ قيادته ويوفقهم لكل خير.