خالد الدغيم
شهدت الفترة الأخيرة حراكًا إعلاميًا وسياحيًا مكثفًا يعكس الأهمية المتزايدة للإعلام السياحي في تعزيز الهوية السياحية والثقافية لدول الخليج العربي. فمن خلال مشاركتي في اجتماع وزراء السياحة بدول الخليج في الكويت بداية الأسبوع الماضي، تطرقت النقاشات إلى سبل تعزيز السياحة الخليجية المشتركة، حيث تم التأكيد على دور الإعلام السياحي في إبراز المقومات السياحية الفريدة التي تمتلكها دول الخليج العربي، وتقديمها للعالم برؤية حديثة تتماشى مع تطلعات السياحة المستدامة واعتبر الوزراء في كلماتهم ومناقشتهم الإعلام الشريك الرئيس للعمل السياحي.
كما كان لي شرف حضور المنتدى السعودي للإعلام في الرياض نهاية الأسبوع والذي جاء تحت شعار «الإعلام في عالم يتشكل»، حيث شكل فرصة مهمة لمناقشة دور الإعلام في دعم القطاعات المختلفة، وعلى رأسها القطاع السياحي. فالإعلام السياحي لم يعد مجرد وسيلة ترويجية، بل أصبح أداة استراتيجية تسهم في رسم صورة حضارية متكاملة تعزز من مكانة الدول سياحيًا وثقافيًا.
لقد بات الإعلام السياحي أحد أهم الروافد الداعمة للتنمية السياحية، حيث يساهم في إبراز الهوية الوطنية والترويج للمقاصد السياحية، فضلًا عن دوره في تعزيز الوعي الثقافي والسياحي لدى المجتمعات المحلية.
كما أن دوره يمتد ليكون عنصرًا فاعلًا في تحفيز الاستثمار السياحي وتوجيه السياسات السياحية بما يتماشى مع التوجهات العالمية.
وفي ظل التطورات المتسارعة في القطاع السياحي، أصبح من الضروري تعزيز التعاون بين الدول العربية والخليجية في مجال الإعلام السياحي، عبر إطلاق مبادرات إعلامية مشتركة تبرز التراث والثقافة والمقومات السياحية التي تزخر بها المنطقة، خاصة مع ما تشهده المملكة العربية السعودية من تحول سياحي غير مسبوق في إطار رؤية 2030، والتي جعلت من السياحة أحد المحاور الرئيسية في تنويع الاقتصاد الوطني.
وبصفتي رئيسًا للجمعية الخليجية للإعلام السياحي، وكذلك الجمعية السعودية للإعلام السياحي، فإنني أؤكد على أهمية دعم الإعلاميين المتخصصين في هذا المجال، وتوفير بيئة تمكنهم من الإبداع والابتكار في تقديم المحتوى السياحي بطرق حديثة تتناسب مع التطورات الرقمية. كما أننا نعمل على تعزيز الشراكات الإعلامية بين الدول، وتنظيم فعاليات وبرامج تدريبية تسهم في رفع كفاءة الإعلاميين السياحيين، وتمكنهم من لعب دور أكثر تأثيرًا في دعم السياحة على المستويين المحلي والدولي.
ختامًا، فإن الإعلام السياحي ليس مجرد وسيلة لنقل الأخبار والتقارير، بل هو قوة ناعمة تعزز من مكانة الدول، وتسهم في بناء صورة إيجابية مستدامة لها. ومن هذا المنطلق، فإننا بحاجة إلى مزيد من التعاون والتكامل الإعلامي بين دولنا العربية والخليجية، لضمان مستقبل مشرق لصناعة السياحة في منطقتنا.