سلمان بن محمد العُمري
الأوطان تُبنى بسواعد أبنائها، ورب فكرة بسيطة بنت مجداً عظيماً، وهنا في بلادنا صور متعددة مضيئة من صور العطاء والتكامل والتكافل المجتمعي، بل إن هذا هو ديدن أبناء هذا الوطن الخير الذي يجسد أبلغ معاني الوفاء والولاء وامتداداً لنهج وعطاء ولاة الأمر - حفظهم الله تعالى -، ولا أدل على ذلك مما تم في هذا الشهر المبارك من تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، «الحملة الوطنية للعمل الخيري» في نسختها الخامسة، التي انطلقت عبر منصة «إحسان» مساء الجمعة، بتبرعين سخيين بلغا 70 مليون ريال، وذلك استمراراً لدعمهما للعمل الخيري وتعظيم أثره.
وقد جرى بعد ذلك التفاعل المجتمعي المعتاد في مثل هذه الحملات بالتبرع من قبل الأفراد والمؤسسات، وهذا أمر ليس بمستغرب من أهلنا ومجتمعنا وقبل ذلك من قيادتنا.
حديثي اليوم عن مبادرة جديدة في طرحها وهذا الوفاء غير مستغرب من رجل وفيّ لوطنه وأهله.. بدأت القصة حينما كتب رجل الأعمال خالد بن صالح الشثري في أحد مواقع التواصل الاجتماعي ما نصه: (رسالة خاصة إلى أهالي حوطة بني تميم الكرام: إيماناً بالتوجيه النبوي «خيركم خيركم لأهله» أرغب في تبني مشروع يخدم الحوطة «ماذا تحتاج الحوطة» مشروع خيري» لكم الشكر والساعي للخير كفاعله)، وبالتأكيد أن الرجل لا يبحث عن الشهرة ولا الصيت من هذا الإعلان ولكنه أراد أفكاراً وطروحات جديدة للعمل الخيري وغير تقليدية، وهي فكرة لاستمطار الأفكار بشكل عام يشارك فيها صاحب الحاجة والمفكر على حد سواء.
وما إن كتب رجل الأعمال هذا الطلب حتى تم التفاعل المجتمعي بالآلاف ومعظمهم ليسوا من أبناء الحوطة بل كان دافعهم حب الخير وحب الوطن وتقديرهم لمن يساهم في أي عمل خيري.
وهذه نماذج من الأطروحات التي قدمها بعض المشاركين، وهي على سبيل المثال:
الاستثمار في تعليم المجتمع وتطوير مهارات الشباب في سائر المجالات، من الأعمال الوقفية التي نحتاج إليها ولا يزال الاتجاه إليها في المؤسسات الوقفية ضعيفاً.
لا نريد جامعة ولا مدرسة بل مركز تدريبي يعني بتعليم اللغات الأجنبية وتطوير القدرات والمهارات في مجال البرمجة والحاسب والذكاء الاصطناعي وصيانة الأجهزة.
بداية جُزيت خيراً.. أنا من محبي أهل الحوطة ولست منهم.. وأقترح: إنشاء منصة إلكترونية أو تطبيق تحت اسم «حوطة الخير» للعمل التطوعي يربط المتطوعين بأصحاب الاحتياجات، سواء كانوا من الأسر المتعففة، كبار السن، أو حتى طلاب بحاجة لدروس دعم أكاديمي.
أو «مركز تنمية وتمكين الأسر المنتجة» توفير ورش تدريبية ودعم لرواد الأعمال الصغار، خاصة النساء والأسر المنتجة، لتمكينهم من تطوير مشاريعهم الصغيرة وتحقيق دخل مستدام. أو »صندوق دعم الزواج للشباب»
لمساعدة الشباب على الزواج من خلال تقديم دعم مالي أو توفير مستلزمات الزواج بأسعار رمزية، مع برامج توعوية لحياة زوجية ناجحة.
مقترح: إنشاء مؤسسة خيرية، يمكن أن يكون مسماها «مؤسسة الشثري للتنمية» أو الخيرية. يكون لها مجلس أمناء، ويكون لها نظام، وهيكل تنظيمي، تتضمن إدارة لتنمية الموارد، ويكون لها استراتيجية، ورؤية، ورسالة، وقيم، وأهداف، ثم يستخرج لها ترخيص من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.
ويكون من برامجها:
- إنشاء جامعة أهلية بالمحافظة على غرار جامعة الأمير سلطان، اليمامة، دار العلوم. (نموذج مصغر) برسوم رمزية لأبناء المحافظة، ومخفضة لغيرهم، مع الاهتمام بمعايير الجودة والاعتماد الأكاديمي.
- تقديم منح دراسية جامعية داخلية لأبناء وبنات المحافظة ممن لم يتم قبولهم في الجامعات.
- إنشاء معهد تدريبي، لتقديم دورات وبرامج قصيرة لأبناء وبنات المحافظة ممن لم يكملوا التعليم لإكسابهم مهارات متعددة في مهن يحتاجها المجتمع.
- إنشاء مؤسسة أو شركة موارد بشرية تهدف للبحث عن الفرص الوظيفية ومساعدة أبناء وبنات المحافظة بالحصول عليها.
- إنشاء مستشفى تخصصي خيري.
- دعم الأعمال الخيرية.
- دعم البرامج والأنشطة المجتمعية.
- دعم الأسر المنتجة.
- إقامة الفعاليات والمعارض والمهرجانات المجتمعية ذات العلاقة بنشاط المؤسسة.
- تنظيم فعاليات وأنشطة وبرامج وندوات ثقافية في مجال نشاط المؤسسة.
شكراً للأستاذ خالد الشثري على هذه المبادرة المتميزة التي تعكس روح التعاون بين المؤسسات الخيرية والإنسانية والمجتمع وتطوير العمل الخيري والإنساني في بلادنا والتركيز على الاحتياجات الأساسية والابتكار في العمل الخيري والبعد عن النمطية التقليدية.