سلمان بن محمد العُمري
بفضل الله تعالى انتهى موسم شهر رمضان المبارك ولم تنته الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في خدمة المعتمرين والزوار، فهذه صفحة طويت كما طويت قبلها صفحات خالدة من البذل والسهر والعناية من قيادتنا الرشيدة ومن رجالات الوطن من مدنيين وعسكريين وفي مختلف المجالات والقطاعات.
إن قيادة بلادنا الرشيدة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- لا يألون جهداً في سبيل خدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين، والزوار وسيبدأ العمل مباشرة في الخطط الاستراتيجية والبرامج لدى كافة القطاعات لموسم الحج القادم مع استمرار توافد المعتمرين الذي أصبح لا يتوقف على مدار العام.
وإذا رأيت ملايين المعتمرين سنويّا، وأعداد المصلين للتراويح، وحشود الحجيج عرفنا حجم العمل والبذل الذي تقدمه بلادنا في سبيل راحة الحجاج والزوار والمعتمرين، بالحرمين الشريفين، ورأينا ثمار ونتاج العمل على توسعتهما، وزيادة مساحتهما، ورفع قدرة استيعابهما؛ ليؤدي الحجاج والمعتمرون والزوار مناسكهم في يسر وطمأنينة، وفي أجواء ميسرة من التكييف، والفرش، ووفره المياه، وغير ذلك.
وقد شهد الحرمان الشريفان والمشاعر المقدسة منذ تأسيس المملكة العربية السعودية توسعات لم يشهد التاريخ الإسلامي نظيراً لها، وليس المقام مقام تفصيل لذلك، فهو يحتاج إلى بحث مستقل، والعمل في تطوير الحرمين والمشاعر لم ولن يتوقف بإذن الله، أداء للأمانة الضخمة التي حملها إياها رب العالمين، بجعلها راعية المقدسات الإسلامية، وسادنة بيت الله الحرام، لا تريد من ذلك إلا رضا الله عز وجل، ومع هذا البذل والعطاء والإنفاق على المشاريع فهناك رجالات الدولة الذين يعملون ليل نهار في سبيل راحة ضيوف الرحمن.
والدولة بذلت الغالي والنفيس من أجل راحة العمار والوافدين والزائرين والمعتكفين لكن للأسف الشديد هناك فئة من الناس يسيئون لهذه الجهود والغالب منهم في الحقيقة من الجهات الوافدة قليلة الوعي والمسؤولية وعديمة النظافة، ودأبت على الهمجية وعدم احترام قدسية المكان والزمان، وكم رأينا من الصور والمشاهد غير اللائقة بالمكان والزمان فهناك من لا يكتفي بالأكل على الفرشات بل ويتوضأون ويغتسلون أحياناً، ورغم ما يبذل في سبيل الصيانة والتشغيل والنظافة هناك من الزوار من يستمر في عدم احترام بيت الله الحرام ولا المسجد النبوي بل ويتمادون في همجيتهم بلا حياء.
لقد أشاد المنصفون ممن تسنى لهم أداء العمرة خلال شهر رمضان المبارك بالجهود التي بذلت لراحتهم، وفي المقابل ضاق أعداء الملة والدين والوطن من هذا النجاح ومما تحظى به بلادنا المباركة من مكانة خاصة في قلوب المسلمين أجمعين مهما اختلفت لغاتهم وتباعدت أوطانهم، وهؤلاء المنصفون مرتبطون بالمملكة برباط وثيق لا يتزعزع ولا ينقطع وهم يتطلعون إلى بلاد الحرمين الشريفين وينظرون إليها نظرة إجلال وتقدير وعرفان بالجميل لما تقوم به من دور رائد وإنجازات عظيمة وسياسة حكيمة كان لها أبلغ الأثر ليس على مستوى المملكة فحسب وإنما بلغ أثرها وظهرت فائدتها وآتت أكلها في كل مكان في العالم، فالمملكة داعية وراعية السلام وقبلة الكون، وستظل وتبقى بإذن الله تعالى في خدمة الحرمين الشريفين والإسلام والمسلمين وراعية للسلام والاستقرار في العالم.