منى عواض الزايدي
خلف بنوك الأموال تداول وسحب وإيداع وقصص أموال تُدار في تلك البنوك ومن ثم تنتهي القصة..
وكان ذلك البنك هو الوحيد الذي قصصه متصلة لاتنتهي، وما أن تنتهي قصة حتى تستأنف أخرى والنهاية إيداع مستمر في حساب حياة كل من تنفس فيها، رصيدك مدفوع في هذه الحياة من «بنك جهدك».
ما كنا فيه وما نحن فيه إنما هو ثمنُ مدفوع مسبقاً من ذلك البنك، عثرات متفاوته وحياة غير مستقرة وأسهم سعادة وحزن غير ثابتة في هذه الحياة وأقدار تتقلب بين أصابع الحياة.
كل ذلك كان حكاية بشر عاصر القدر وأعتصر الألم وابتسم للأمل، وكل ذلك جهد مدفوع من تلك النفس البشرية التي تعتلي أبراج الكفاح في طرقات الحياة.
أنا وأنتم وكل نفس هنا لنا قصة مع بنك الجهد فلم نصل إلى ساحة السباق بدون أن ندفع الثمن، بل يكون الثمن أحياناً شيكٌا مفتوحا مستمر الدفع، نحن بشر لنا جهد ولدينا طاقة قد نُكمل بها المسير، وقد نلتقط أنفاسنا ونعاود المسير.
بنك الجهد مازال مفتوحا، وما زلنا ندفع منه حقوق ما نحن فيه وماوصلنا له في صفحات الحياة.
هنا أوقع حروف النهاية لهمسي وأفتخر بما جمعته في بنك جهدي من كل رصيد إنجاز تم إضافته في حساب حياتي، وأثق بأن أرصدة بنوك جهودكم مليئة بما تفخرون وتعتزون بأنه أضاف في حسابكم ماتفتخرون به « كونوا فخورين بأن جهدكم سوف يكون خلفه إنجاز رائع».
كاتبة لم تكسر جذر الحرف حتى تتسلقه ولكن! غرسته وأعتنتْ به حتى تعتلي قمته فخراً وابتهاجاً بأنها وصلتْ.