منصور بن صالح العُمري
أَتَيْتُ وَمِدْحِي عِنْدَ قَدْرِكَ يَقْزِمُ
وَكَيْفَ يُحِيطُ الْقَوْلُ فِيكَ وَيُحْكِمُ؟
وَمَهْمَا جَرَى فِي الشِّعْرِ مَدْحٌ لِأَحْمَدٍ
فَإِنَّ لِسَانِي بِالثَّنَا مُتَلَعْثِمُ
تَفَرَّقَتِ الْأَوْصَافُ فِي ذِكْرِ غَيْرِه
وَجُمِّعَ فِيه الْفَضْلُ وَهْوَ مُتَمِّمُ
رؤوفُ إِذَا الظَّلْمَاءُ زَارَتْ قُلُوبَنَا
رحيمُ إِذَا مَا الْجَاهِلُونَ تَجَهَّمُوا
أتيناكَ صواماً فأنسيتَ جوعنا
ورَوَّيْتَ أَرْوَاحًا بِقُرْبِكَ تُلْهَمُ
وَمَا كُنْتَ إِلَّا رَحْمَةً وَهدايةً
فَرَقَّتْ قُلُوبُ الْخَلْقِ حَتَّى تَنَعَّمُوا
وَلَوْ أَنَّ أَفْوَاهَ الحروفِ تَكَلَّمَتْ
لَأَثْنَتْ عَلَيْكَ الدَّهْرَ بَلْ تَتَرَنَّمُ
سَحَابَةُ نُورٍ مِنْ سَنَاكَ تَكَامَلَتْ
فَأَمْطَرَتِ الْأَرْوَاحَ حُبًّا يُتَيَّمُ
وَفِي طَيْبَةٍ تُلْقِي السَّكِينَةُ ظِلَّهَا
وَيَخْلُفُ هَمَّ الزَّائِرِينَ تَبَسُّمُ
لِأَنَّكَ فَوْقَ الْبَدْرِ يَهْدِي ضِيَاءَهُ
سِرَاجٌ مُنِيرٌ نُورُهُ لَيْسَ يُحْجَمُ
وَطِيبَةُ لَوْ أَبْصَرْتَ بَعْدَكَ كَمْ حَوَتْ
مَلَايِينُ حَادِيهِمْ حَبِيبٌ مُكَرَّمُ
تَرَانَا وُقُوفًا عِنْدَ قَبْرِكَ خُشَّعًا
نُصَلِّي وَنُبْدِي شُكْرَنَا وَنُسَلِّمُ
فَيَا سَعْدَ قَلْبِي إِذْ بِطَيْبَةَ أَشْرَقَتْ
تَبَاشِيرُ عِيدٍ قُرْبَ أَحْمَدَ تَبْسِمُ
سَيَزْدَانُ عِيدِي عِنْدَ رَوْضِكَ بَهْجَةً
وَيَسْمُو سُرُورِي قُرْبَكُمْ يَتَعَظَّمُ
أُنَاجِي إِلَهِي أَنْ يَجُودَ بِشَفَعةٍ
يَزُولُ بِهَا ذَنْبِي، وَقَلْبِي يَسْلَمُ