سليمان الجعيلان
في بداية موسم 2010 ظهرت أنباء قوية عن مفاوضات جدية بين مدرب الهلال السابق البلجيكي إيريك جريتس وبين الاتحاد المغربي لكرة القدم لتدريب منتخب المغرب، بل أكدت بعض المواقع الإخبارية عن توقيع عقد رسمي بين الطرفين على الرغم من سريان عقد المدرب البلجيكي جريتس مع الهلال، وهذا ما اعترف به رئيس نادي الهلال آنذاك الأمير عبدالرحمن بن مساعد في تصريحه لقناة العربية في (13 يوليو 2010) عندما قال (مسؤولو الاتحاد المغربي خالفوا الاتفاق الذي تم حول عدم الإعلان عن التعاقد مع جريتس حتى تنتهي مهمته مع الهلال في دوري أبطال آسيا وأن مفاوضات الاتحاد المغربي مع جريتس بدأت منذ ثمانية شهور وقد تم الاتفاق على أن يتسلم المدرب البلجيكي مهمة تدريب المنتخب المغربي بعد نهاية عقده مع الهلال الذي ينتهي بتاريخ 30 (يونيو) 2011 ..).
وليس هذا فحسب بل أقر رئيس نادي الهلال السابق الأمير عبدالرحمن بن مساعد أن موقف استمرار جريتس مع الهلال غير واضح لإدارة الهلال عندما قال (إن رحيل جريتس عن الهلال ليس مؤكداً حتى الآن وما زال هناك احتمال أن يستمر مع النادي المدة المتبقية من العقد وأن جريتس أخبرنا برغبته في إكمال مشوار البطولة الآسيوية من أجل تحقيقها وإهدائها لجماهير الهلال قبل رحيله..) ولكن ماذا حدث بعدها؟ خرج الهلال من البطولة الآسيوية من أمام فريق ذوبهان الإيراني وغادر مدرب الهلال جريتس لتدريب منتخب المغرب بعد خراب مالطا لأن إدارة الهلال سمحت في حينه ان يدرب جريتس الهلال نهارا ومنتخب المغرب ليلاً.
ليس هذا فحسب بل كان يقود الهلال على الطبيعة ويتابع لاعبي منتخب المغرب عبر الـ(CD) كما ذكرت الصحف العالمية!
تلك الحادثة المؤسفة بتاريخ الهلال وهذه القصة المشابهة لسوء اتخاذ القرار في الهلال عادت اليوم ببعض أحداثها وتفاصيلها في نفس النادي وهو الهلال بكل أسف بعد أن ذكرت قناة «الإخبارية» السعودية الثلاثاء الماضي أن المدير الفني لنادي الهلال جيسوس أعطى موافقة مبدئية على عرض تدريب منتخب البرازيل وأنه اشترط على أصحاب القرار في الاتحاد البرازيلي أن يبدأ مهام عمله مع منتخب السامبا في شهر يوليو المقبل وعقب انتهاء مشاركة فريق الهلال في نهائيات كأس العالم للأندية المقبلة في أمريكا دون تصريح أو توضيح من إدارة الهلال أو مدرب الهلال الذي تهرب من الإجابة في المؤتمر الصحفي عقب نهاية مباراة الهلال والنصر الجمعة الماضي عن صحة مفاوضاته وارتباطه مع منتخب البرازيل الذي وجد معارضة وممانعة من لاعبه ونجمه نيمار في اختيار جيسوس لقيادة منتخب البرازيل وربما هذا ما يبرر ويفسر هروب جيسوس من التطرق لموضوع تدريبه منتخب البرازيل!
والسؤال الذي يفرض نفسه اليوم وبعيداً عن خسارة الهلال من النصر وسوء أداء الهلال أمام النصر هل من المعقول أو المقبول أن يتكرر نفس الخطأ الإداري في الهلال في الإبقاء على مدرب ذهنه وعقله مشغول بمفاوضات منتخب البرازيل وإقناع لاعبه نيمار لتغيير قرار رفضه حضور جيسوس لتدريب منتخب بلاده دون قرار حازم وحاسم من إدارة الهلال لحكاية جيسوس ومفاوضاته مع الاتحاد البرازيلي خاصة وأنها بدأت تؤرق وتقلق جمهور الهلال بأن يكون مصير الهلال في بطولة النخبة الآسيوية بيد مدرب ليس لديه ما يخسره كما حدث في قصة استمرار جيرتس وخسارة الهلال للبطولة الآسيوية موسم 2010؟!
وعلى كل حال قد لا تعلم إدارة الهلال أن هلال جريتس السابق لا يختلف عن هلال جيسوس الحالي في تقديم المستويات الرائعة والنتائج المبهرة في موسمهما الأول مع الهلال ولكن ماذا حدث بعد ذلك لهلال جريتس لقد خرج الهلال من البطولة الاسيوية بسبب مدربه الذي كان مشغولا عن فريقه ولاعبيه بتجهيز منتخب المغرب وربما هذا ما قد يحدث لهلال جيسوس في بطولة النخبة الآسيوية الحالية لنفس السبب أيضاً وأعتقد أن إدارة الهلال لا تتمنى أن يعيد التاريخ نفسه ويتكرر نفس الموقف ولذلك يجب أن تعلم إدارة الهلال أن النجاح الحقيقي لأي إدارة يظهر في قدرتها على التعامل بعقلانية وواقعية في إدارة مثل هذه الأزمات وإصدارها للقرارات المناسبة وفي الأوقات المناسبة حتى لا يتأثر الهلال وأداؤه ونتائجه سلباً من تداعيات وإفرازات مثل هذه المواقف التي تحتاج إلى المواجهة والمصارحة واتخاذ قرارات جريئة وجادة وليس الانطواء والانزواء خلف الأبواب الموصدة!
السطر الأخير
واصل مدرب الهلال جيسوس عناده وأصر على عبثه في تقديم فريقه ولاعبيه لقمة سائغة للمنافسين هي من ساهمت في خسارة الهلال برباعية من الاتحاد أولاً ومن ثم بهزيمة الهلال بثلاثة من فريقي الأهلي والنصر بنفس الطريقة وبنفس الكيفية دون أن يعمل جيسوس على تعديلها وتصحيحها على الرغم من ظهوره في المؤتمرات الصحفية والاعتراف بها ألا وهي سهولة وصول المنافسين لمرمى فريقه مع جميع الجهات وبأسرع الطرق وهذا يؤكد أمرا واحدا هو أن جيسوس بالفعل أفلس وأصبح غير قادر على معالجة هذه الأخطاء الفنية في فريقه وأزعم بل أجزم أنه آن الأوان أن تتخذ إدارة الهلال قرار الإقالة قبل فوات الأوان خاصة وأن الهلال تنتظره بطولة قارية أدوارها المتقدمة ستكون من مباراة واحدة ولا مجال فيها للتعويض أو التبرير!.. نقطة آخر السطر.