أحمد حفيص المرحبي
في خضم أمور كثيرة وأشغال عديدة لا تنتهي في حياتك بعضها يستحق العناء والبعض الآخر قد لا يكون كذلك ولكن..
يأتي عليك يوم تريد أن تعتزل كل شيء لأجل أن تعيش بسلام وهدوء وراحة نفسية، يوم يعيد لك شغف الحياة وبساطتها، يوم يريحك من كبد الحياة وضغوطها..
سوف تقف حائراً وتتفكّر قليلاً وستجد أن هناك الكثير من الأمور التي يمكن أن تساعدك لتنعم بالراحة والسكينة والطمأنينة وأولها مثلاً أن تأخذ إحرامك وتتوجه إلى أطهر بقاع الأرض لتؤدي العمرة وتبوح بما في قلبك لفاطر السماوات والأرض، بكل بساطة هذا الأمر سيجعلك تشعر بالراحة واستشعار بأن الله معك حيثما كنت وشئت وتعود بروح متجددة ومتفائلة بغدٍ أفضل..
لقد كانت رحلتي في يوم الخامس والعشرين من رمضان لهذا العام مختلفة تماماً،،
كنت وحيداً وهذا ما جعلني أتفكّر امتثالاً لأمر الله تعالى بالتدبّر والتفكّر وهو نوع من أنواع العبادة لله..
للوهلة الأولى بعد تمام العمرة بيسر وسهولة كالعادة وفي أقلّ من ثلاث ساعات،
عندئذٍ سألت نفسي كيف يتم كل هذا!؟
سؤال غير واضح، ولكن بعد قراءة هذه السطور أعتقد بأنه سيتضح لك الأمر..!
لقد ساهمت المملكة العربية السعودية بقيادتها الرشيدة، الحكيمة، والحليمة منذ المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وحتى اليوم في عهد ملكنا الحبيب سلمان بن عبد العزيز وقائد الشباب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان..
ساهمت مملكتنا بجعل هذه الرحلة إلى مكة رحلة استثنائية في تاريخ البشرية..
رحلة ستروى للأجيال القادمة بأنها كانت أعظم وأجمل اللحظات في جنبات الكعبة المشرفة..
إن ما تقوم به السعودية في تنظيم وإدارة الحشود في مكة المكرمة لهو أمرٌ خيالي وحقيقي يدعو إلى الدهشة والفخر في آن واحد!!
فكيف يمكن أن تستقبل بقعة صغيرة من حيث المساحة أكثر من عشرة ملايين نسمة في رمضان فقط!!
هؤلاء الملايين من سيتولى استقبالهم وتنظيمهم!؟
من سيراقب تحركاتهم في كل ثانية لضمان أمنهم وسلامتهم!؟
كيف هي الوسيلة لنقل عشرات الآلاف منهم في كل ساعة!؟
كم عدد الفنادق التي ستأويهم!؟
ما هو مقدار وحجم الطاقة التي تحتاجها وكم تكلفتها لتلبية احتياج هذه الأفواج على مدار الساعة!؟
كم عدد رجال ونساء الأمن الذين سيكونون معهم في كل مكان من المطار إلى الحرم!؟
أتحدث هنا عن مطار بلادهم قبيل وصول هؤلاء الضيوف إلى مكة.. حيث إن أبناء السعودية في الخارج وبتوجيه من القيادة يقومون بخدمة وتسهيل إجراءات ضيوف الرحمن منذ البداية، ناهيك عن رجال ونساء الأمن في الحرم والمواقيت والطرقات من كافة القطاعات وفي كل مكان دون مبالغة..
كل هذا جزء بسيط من التساؤلات ولن تنتهي!!
لأنك لن تستطيع حصر واختزال كل ما تقوم به أعظم بلد لخدمة أعظم الأديان وأشرفها..
فهل خطر على قلب أحدهم أن يتفكر في ذلك!؟
لذلك هي السعودية
أعظم قصة نجاح في القرن الواحد والعشرين..
كل هذا وأكثر حتى تستشعر دعوة إمامك عندما يدعو ويقول اللهم احفظ ووفق وانصر ولي أمرنا وإمامنا الملك سلمان وولي عهده الأمين وهيئ لهم البطانة الصالحة المباركة..
اللهم آمين والعاقبة للمتقين.