د.نايف الحمد
لم يكن مساء الجمعة الماضي من ليالي الهلال المقمرة؛ فقد خفت ضوؤه في مباراة النصر وتلقى أول هزيمة من غريمه بعد ثلاثة مواسم كانت الغلبة فيها للهلال.. هذه الخسارة كانت استمراراً لمسلسل التفريط الذي بدأ مبكراً نتيجة لعوامل عدة تكالبت على الزعيم الهلالي وأفقدت هذا البطل قوته بعد أن كان في الموسم الماضي ملء السمع والبصر، حيث أبهر العالم وأصبح محل اهتمام متابعي كرة القدم العالمية بأرقامه القياسية وبطولاته المحلية.
في مواسم عدة وطوال تاريخه كان الزعيم العالمي يواجه الكثير من العقبات والتحديات التي ما فتئت تحاول النيل منه لإسقاطه، لكنه ينجح بفضل هيبته وقوة شخصيته وعمل رجاله الأوفياء ودعم جماهيره الكبيرة؛ فيحقق المنجزات ويسعد عشاقه المنتشرين في كل جزء من هذا الوطن، بل والعالم.. لكن المارد الأزرق بات يئن تحت وطأة التحديات الخارجية وإشكالاته الداخلية ما أفقده القدرة على تجاوز أزمته؛ هذه الإشكالات تمثَّلت في القصور الذي شاب العمل الإداري في التخطيط للموسم سواءً في فترات الإعداد أو التوقف، أو فيما يتعلَّق باختيار اللاعبين المحليين والتفريط في بعض النجوم، أو في مسألة تدعيم الفريق بأجانب يصنعون الفارق، وكذلك قناعات المدرب العنيد جيسوس والإصابات التي ضربت مفاصل الفريق.. وقد قابل هذه الإشكالات الداخلية تحديات خارجية تمثَّلت في دعم كبير لمنافسيه وضياع لحقوقه وأولها حكام المباريات واستقطاب اللاعبين الأجانب؛ حتى وصل بهم الحال للضغط عليه حتى في طريقة النقل وإخفاء بعض اللقطات من مخرجي المباريات!
من الواضح أن الدوري بات حلماً صعب المنال، لكن العشاق يأملون في العودة من الباب الكبير في دوري الأبطال الذي بات على الأبواب.. وإذا لم يلملم الهلاليون شتاتهم فسيكون موسمهم كارثياً، فتحقيق بطولة السوبر لا يمكن أن يرضي عشاق الموج الأزرق.
الهلال سيلعب 3 مباريات في الدوري قبل انطلاق بطولة النخبة في جدة 25 أبريل ودور الإدارة تحديد موقفها من المدرب اليوم قبل غداً سواءً بإقالته أو تجديد الثقة به، والتركيز في إعداد الفريق بدنياً خلال هذه الفترة واستعادة شغف اللاعبين نفسياً؛ وضرورة إظهار كل ما لديهم في المرحلة المتبقية.. كما أتمنى أن يكف المدرب عن الاختراعات في مراكز اللاعبين وتوظيفهم، فمالكوم على سبيل المثال أبدع في اللعب خلف المهاجم، وكايو جاء ليلعب جناحاً أيمن لا أن يتم استبعاده قبل المباريات الكبرى والشهراني يجب أن يشارك كظهير أيمن حتى عودة كانسيلو؛ ومع اكتمال صفوف الفريق وجاهزية ميترو سيكون الفريق في وضع أفضل بإذن الله.
نقطة آخر السطر
نعلم أن منافسي الهلال يتمتعون بالدعم، لكن قدر الزعيم أن ينتزع انتصاراته وبطولاته انتزاعاً؛ فكونوا عند ثقة عشاقكم يا رجال الهلال.