عبدالعزيز صالح الصالح
اقترن الذهب الأخضر بحياة المواطن العربيِ اقتراناً وثيقاً فأصبح له مكانة خاصة عنده، فالعرب من أوائل الشعوب التي عرفت هذا الذهب الأخضر وذلك في النصف الأول من القرن العاشر للهجرة، ثم يليهم الأتراك الذين عملوا على نشره في بقاع المعمورة لماله من سلطة دولية آنذاك، بسبب توسط بلادهم بين الشرق والغرب فإن الذهب الأخضر، المقترن بالقهوة - فهي مشروب عجيب حقاً فهي لا تسمن ولا تغني من جوع، ويبلغ عدد الذين يتناولونها ما يقارب ثلث سكان العالم إذا جاز القول، علماً أن مادة البن لم تدخل الأسواق العالمية إلا في القرن السابع عشر. فقد أصبحت القهوة جزءاً من حياة المواطن العربيِ من المحيط الى الخليج العربيِ الأشم، وتعد القهوة في نظر المواطن العربيِ من مظاهر التقارب الاجتماعيِ بين المواطنين بشكل عام، فقد عرف قديما أن احتساء القهوة دليل على السلام والاستقرار والمحبة والصداقة بين الملتفين حول مائدة القهوة. فقد انتشر احتساء هذه المادة كوسيلة للتعبير عن الكرم والجود والضيافة، والتسلية فهي علاج لكثير من الخلافات الاجتماعية التي تسود احياناً بين أفراد الأمة، وعنصراً فعالاً في تقوية الروابط الاجتماعية وكذلك وسيلة مهمة وفعالة للتأقلم والتكيف مع الآخرين. وتعد شجرة الذهب الأخضر موطنها الأصلي بلاد اليمن ثم إثيوبيا، فالعرب يحصرون كل الحرص على حفظ الذهب الأخضر - أخضراً لمدة طويلة لكي يزيد نضج المواد الفاعلة بداخله، خيراً من حفظه محمصاً أو مطحوناً فإن أفضل وسيلة تقال وتتردد بين الناس في حفظ هذه المادة داخل المنازل بعد طحنها في أوعية زجاجية مغلقة، أما الأوعية البلاستيكية فإنها تؤثِر فيه وتصيبيه بمادة الرطوبة. فالذهب الأخضر حساس جدا للروائح الطيارة ويمكن أن يلتقطها بسرعة ويؤثِر على نكهة القهوة ومدى جودتها فالإسراف في احتساء القهوة غالباً تصيب معدة الإنسان بالحموضة ويحدث له توتر في الأعصاب وقد أثبت لعدد من العلماء في العام وكذلك الباحثين على وجه الخصوص أن مادة الكافيين - في الذهب الأخضر من الموادِ المسؤولة عن الأرق والحساسية النفسية المفرطة والصداع والارتجاف العصبي وضيِق التنفس عند الآخرين المدمنين عليه وتنقسم القهوة في الإعداد إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول القهوة العربية - ويكون لونها فاتحاً يميل إلى الاصفرار وطحن حبها يكون خشنا بعض الشيء ويضاف إليها الهيل، وأفضل أنواع البن التي تتلاءم مع طبيعة القهوة العربية البن اليمني إضافة إلى البن الحبشي او البن الهندي.
أما القسم الثاني - القهوة التركية وهي عبارة عن بن أشقر اللون ناعم الملمس يميل إلى اللون البني يضاف إليها مادة السكر قليلاً حسب الطلب وأفضل أنواع البن الذي تتلاءم مع طبيعة القهوة التركية البن البرازيلي.
أما القسم الثالث - القهوة الفرنسية أو ما تسمى بالقهوة الأمريكية وهي عبارة عن بن محروق يضاف إليها قليل من الهيل وأفضل أنواع البن الذي يتلاءم مع طبيعة القهوة الفرنسية أو الأوروبية بشكل عام البن البرازيلي. فهذه لمحة قصيرة عن الذهب الأخضر ومكانته العربية والدولية.