محمد الخيبري
على غير العادة خرج الهلال خاسراً بنتيجة ثقيلة من الغريم الجغرافي النصر قوامها ثلاثة أهداف لهدف مما أحدث حراكاً جماهيراً عارماً ضد الجهاز الفني بقيادة جورجي جيسوس طالبت من خلاله الادارة الهلالية بإنهاء العلاقة التعاقدية معه فوراً واسناد المهمة التدريبية لأي اسم.
المطالبات الجماهيرية الغاضبة التي لاتتعدى حدود العاطفة نتيجة للمستوى الفني الهزيل الذي ظهر عليه نجوم الفريق على الرغم من تبادلهم لإضاعة الفرص السهلة أمام مرمى الفريق المنافس، وهو ما يؤكد اللمسات الفنية الواضحة من الجهاز الفني عطفاً على أن نسبة استحواذ الفريق مقبولة مما يؤكد أن معظم التوجيهات من المدير الفني يتم تنفيذها.
وأعتقد أن ترجمة الفرص لأهداف ليست مسؤولية المدرب وحده والذي يضع الخطط الفنية لبناء الهجمات والوصول السهل لمناطق الخصم مروراً بتسجيل الأهداف.
عوامل كثيرة يتعرض لها معظم اندية الدوري السعودي المحترف وتطرقنا لها في الكثير من المقالات والتي لابد وان تؤخذ بعين الاعتبار.
الهلال كغيره من الفرق تعرض لهزات فنية عنيفة بين اصابات وايقافات ساهمت في الهبوط الحاد بالمستوى ولكون عدم الثبات الفني من سمات جميع فرق كرة بالعالم، ولكن تبقى الشخصية الهلالية والكاريزما للفريق الهلالي الذي تعود جمهوره على حصد الألقاب والبقاء الدائم والمستمر في المنافسة هو السبب الحقيقي للحراك الجماهيري ضد الجهاز الفني وضد الادارة الهلالية.
ورغم كل ذلك تميزت الجماهير الهلالية بعدم التوقف عن دعم فريقها مهما كانت الظروف في عملية موازنة تجمع بين النقد والانتقاد الذي يصل لدرجة الحدة وبين الدعم والمؤازرة مما حفز إدارة الهلال وعن طريق رئيس مجلس الادارة الخلوق الاستاذ فهد بن نافل للخروج بخطاب مليئ بالحكمة مخاطباً جماهير الهلال العريضة بكل هدوء وبمنتهى الحذر ولذلك لضمان الاستقرار الفني والاداري والدعم الجماهيري في ما تبقى من المنافسات المحلية والقارية.
لا شك أن هزيمة الهلال من النصر وبتلك النتيجة المزعجة سيكون لها أبعاد على كافة الأصعدة، ولن يمحوها من الذاكرة الزرقاء إلا تحقيق الألقاب وهو ما أتوقعه شخصياً بأن يكون الهلال بطلاً لإحدى البطوليتين المتبقيتين إن لم يكن كلتيهما.
ولكن ابتعاد النصر سنوات طويلة عن المنافسة التقليدية للهلال وأن هزيمة الهلال تكون على الطريقة الموسمية وتحصل كل أربعة أو ثلاثة مواسم ساعد كثيراً في عودة الجماهير الهلالية سريعاً للدعم وسهولة تقريب وجهات النظر بين الادارة والجماهير وتقبل الجماهير القرارات الادارية حتى وان لم تكن مقبولة لديهم.
ومن واقع متابعة دقيقة للحراك الهلالي خصوصاً بعد الهدوء الذي أعقب الخسارة من النصر ويسبق مباراة الفريق الدورية القادمة أمام فريق الاتفاق تبين أن الهلاليين عازمون جميعهم على العودة للمنافسة بكل قوة، وهذا تأكد بعد الاجمتاع الذي عقدته الادارة مع الجهاز الفني واللاعبين وأسفر عنه تجديد الثقة بالجهاز الفني وبث روح الحماس باللاعبين ومخاطبة الجماهير بكل رقي وبمنتهى الاحترام.
وأعتقد أن نقاط مباراة الاتفاق ستكون سهلة للفريق الهلالي متى ما توفر الدعم الجماهيري وارتفاع المعنوية للاعبين وتخلي الجهاز الفني عن بعض قناعاته، واعطاء الفرصة لنحوم نالت منهم دكة البدلاء طوال الموسم وإراحة بعض النجوم لاستعادة توهجهم في قادم اللقاءات.
وأعتقد أيضاً أن نقاط مباراة الاتفاق ستكون لقاح العودة القوية للمنافسة وعودة روح الفريق خصوصاً بالمعترك الآسيوي والذي يتربع الهلال على رأسها كأعلى فريق رقمياً بالقارة الصفراء.
عودة الهلال للمنافسة حتماً سيتسبب بالضغط الهائل على متصدر الدوري الفريق الاتحادي وجماهيره، عطفاً على أن الفارق النقطي ليس بالفارق الكبير مقارنة بما تبقى من نقاط ومباريات بالدوري متفاوتة بين قوة الفرق المنافسة وأهمية النقاط المتبقية لتلك الفرق المتنافسة على بعض مراكز المقدمة أو محاولة الهروب من شبح الهبوط.
وقد يكون الهلال طريقه أسهل من الاتحاد نسبياً، وهو ما قد يتسبب بذلك الضغط المباشر على الاتحاد على كافة الأصعدة خصوصاً بأن الهلال لديه سابقة حيث عاد من بعيد في أحد المواسم وخطف لقب الدوري من الاتحاد الذي كان يتصدر بفارق نقطي نموذجي، ولكن الهلال تعامل مع أحداث الدوري بشخصيته المعروفة عنه بأنه فريق متمرس وشرس جداً ولا يتنازل عن البطولات بسهولة.
قد يكون ثبات الهلال في المنافسة في كل موسم وفي كل بطولة أمر مريح للجمهور الهلالي، وهو سبب حقيقي للاستقرار الفني الاداري الجماهيري الاعلامي والتقارب والتناغم بين منسوبي الهلال والاعلام والجماهير نتيجة لاستدامة الهلال كمنافس دائم في جميع الاستحقاقات.
قشعريرة
بعد نهاية مباراة الهلال والنصر والتي انتهت نصراوية نتيجة ومستوى من الطبيعي ان يتجه اللاعبون للجماهير للاحتفال معهم بالفوز المهم وهو المعتاد من نحوم النصر بعد كل مباراة يحققون فيها الفوز.
والغريب أن يقوم نجم النصر جون دوران وهو المحترف الذي تم التعاقد معه بالميركاتو الشتوي الماضي بأخذ راية من الجمهور ومحاولة غرزها بأرض الملعب كردا ضمني على الغرزة الشهيرة الذي قام بها نجم الهلال علي البليهي بمنتصف ملعب الأول بارك.
غرابة الأمر في أن النجم المحترف جون دوران لم يكن ضمن صفوف الفريق عندما قام البليهي بعمل تلك الغرزة وله فترة قصيرة جداً بصفوف النصر، وما قام به يؤكد أن اللاعب تشرب ثقافة معينة منتشرة بين لاعبي الفريق على غرار المحترف السابق اندرسون تاليسكا الذي كان ضمن بروتوكول توقيع عقده الاحترافي مع النصر مشاهدة لمباراة سابقة للهلال مع الباطن ليرفع بعدها القميص النصراوي مع ضحكة ساخرة نكاية بالهلال.
أكاد أجزم أن ما قام به النجم (دوران) له أبعاد قد تؤثر على مسيرته مع النصر بخروجه لخارج الملعب والتفرغ للمناكفات الجماهيرية مما يفقده شيئا من نجوميته بالمستقبل وهو المطالب بلعب كرة القدم وتسجيل الأهداف وتحقيق الانجازات وكسب احترام الجميع من النصراويين والمنافسين.