سلطان مصلح مسلط الحارثي
هل أُضعف الهلال؟ وكيف؟ ولمصلحة من؟ ولماذا قويَ منافسوه؟ كل هذه الأسئلة طرحها المشجع الهلالي بعد تغريدة الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال السابق، حينما غرد بتغريدة طويلة جاء من ضمنها (وباختصار أيضًا أُضعِف الهلال وقوّي جميع المنافسين فطبيعي أن تتراجع نتائجه).
هذه التغريدة تركت ردة فعل قوية لدى الجماهير الهلالية، فكيف أُضعف الهلال؟ وكيف قويَ المنافسون؟ في الجانب الأول، الهلال تم إضعافه حينما خرج لاعبه سعود عبدالحميد، الذي كان سداً منيعاً في الجهة اليمنى، وأغنى الهلال عن استقطاب لاعب أجنبي، ورحيله للاحتراف الخارجي بهذه الطريقة لم تكن احترافية، وهذا أحد أسباب إضعاف الهلال، كما أن مفاوضة الهلال لبعض اللاعبين، ورفضهم من قبل الممول بحجة ارتفاع أسعارهم، ومن ثم مشاهدتهم في أندية أخرى بضعف السعر الذي كان يفاوضهم فيه الهلال، يُعتبر إضعافا للهلال، وعدم وجود لاعب من فئة اللاعبين السوبر بعد مغادرة البرازيلي نيمار، يعتبر إضعافا للهلال، أما تقوية المنافسين كما ذكر الأمير عبدالرحمن بن مساعد، فهذا مشاهد للجميع، ويكفي أن نرى نجوم العالم في أندية الاتحاد والأهلي والنصر، حيث يضم الاتحاد (بنزيما وكانتي وديابي وعوار وفابينهو)، ويضم الأهلي (محرز وفيرمنهو ومندي وكيسيه)، ويضم النصر (كريستيانو وماني وبيرزوفيتش وأوتافيو ودوران ولابورت وبينتو)، وهذه الأسماء اللامعة، كانت من نجوم أوروبا، ونجوم العالم، ولذلك كانوا دعامة قوية للفرق السعودية التي ضمتهم.
هذا ما حدث في جانب إضعاف الهلال وتقوية منافسيه، وهي رؤية تحليلية تخصني بعيداً عن ما تحدث به الأمير عبدالرحمن بن مساعد، ولكن يبقى السؤال الأهم: ماذا لو كان الهلال في وضعه الطبيعي، هل سيلتفت جمهوره لهذه الجزئيات؟ بالتأكيد لا، بدليل ما حدث في الموسم الماضي، الذي سيطر فيه الهلال على البطولات المحلية دون خسارة، بوجود بعض الأسماء العالمية التي ذكرناها سابقاً، لذلك نقول للقائمين على نادي الهلال، فريقكم يواجه التحديات منذ ستة عقود، ولكنه تجاوزها بفكره المتقد والمتقدم، وهذا يوجب عليكم مواصلة العمل بنفس النهج السابق، بعيداً عن الالتفات للتحديات الخارجية، أو الإيمان بنظرية المؤامرة، التي متى ارتهن لها المسؤولين في نادي الهلال، ستكون بداية لنهاية فريق كان مضرب مثل في العمل المؤسساتي.
مساحات للكذب والدجل
في ظل انفتاح العالم على بعضه، وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، التي قربت البعيد، وفتحت آفاق واسعة للمبدعين «المظلومين»، كما فتحت مجالاً للمخادعين والمظللين، الباحثين عن الشهرة بأي طريقة كانت، حتى وإن كان ذلك على حساب سمعتهم، ولعل هذه النقطة هي أسوأ ما كان وسيكون في مواقع التواصل الاجتماعي.
رياضياً، نتابع ونشاهد مساحات جماهيرية، فيها من السوء ما الله به عليم، سباب وشتائم وقذف، وتعدٍ على شخصيات رياضية، والإساءة لهم، إما بدافع الميول، أو بدافع الانتقام، ولكن المصيبة أن يكون المشارك في تلك الساحات الرياضية، ممن يقدم نفسه على أنه من الشخصيات الرياضية، ويكذب ويضلل المتلقي، من خلال نشر معلومات مغلوطة، وتوزيع اتهامات باطلة، انتقاماً ممن كان وراء إبعاده، وتلك والله كارثة، بحق منظومتنا الرياضية، فما سمعناه مؤخراً يندى له الجبين، ولا يمكن أن يُصنف إلا تحت بند «تصفية الحسابات».
وجود مثل هذه النوعية من الشخصيات، خطورته تصل لحد الجريمة، فهذا كيف يؤتمن على أي إدارة يعمل فيها؟ من لا يملك أخلاق المهنة، لا يمكن أن يؤتمن، ومن ينشر غسيله أمام العالم، لا يستحق أن توكل له مهام مهمة، فقد يخرج يوماً ما، ويفضح كل ما يدور في المكان الذي يعمل فيه، بل قد يتجرأ ويكذب مثلما حدث في بداية هذا الأسبوع، من الشخص، الذي يحاول بكل قوة، تشويه كل صورة جميلة، لإدارة تعتبر اليوم أنجح إدارة مرت على تاريخ الرياضة السعودية منذ انطلاقتها.
تحت السطر
_ بعد عدة اجتماعات ما بين إدارة الهلال ولاعبيه ومدربهم، وبعد أن أرسل رئيس نادي الهلال الأستاذ فهد بن نافل، رسالة لجماهير ناديه، طالبهم بدعم الفريق والتكاتف من أجله، هل سيعود الهلال لجادة الانتصارات؟ هذا السؤال، سنعرف إجابته فيما تبقى من الموسم الرياضي، والذي لم يتبق منه إلا القليل.
_ جيسوس وضع نفسه في موقف محرج للغاية، وهو من يتحمل ما حدث في فريقه، كما أن الصمت الذي لازم الجانب الإداري وهم يشاهدون الأخطاء تتكرر، يجعلهم شركاء في ما حدث لفريق الهلال.
_ الشخصنة وتصفية الحسابات، كانت واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، في حديث ذلك الشخص الناقم الذي ظهر بشكل فاضح، بعد أن فضح نفسه من خلال توزيع الاتهامات والأكاذيب، ولم يشعر بأنه «مكشوف» إلا بعد أن واجهه الجمهور بتناقضاته، وكشف أكاذيبه.
_ فرحتهم بالفوز على النادي الكبير، وانتشار مقاطع الفرح الهستيري، وتوزيع المكافآت التي وصلت لـ200 ألف ريال لكل لاعب، تدل على أنهم حققوا بطولتهم الأغلى والأكبر.