علي حسين (السعلي)
الكتاب الذي أفردته لقراءته رؤى في البلاغة والنقد للدكتور عبد الله بانقيب كتاب جميل يجمع ما بين بلاغة اللغة ونقد استخدامها مفصلاً فيه مؤلفه إلى أربعة فصول:
- دالية المعري والنقد العربي دراسة في المنهج.
- الأساس العقلي والتصور النقدي لمكونات الشعر عند ابن طباطبا العلوي.
-العدول
- تنبيهات علي بن جبله الملقب بالعكوك دراسة بلاغية تحليلية.
له طريقة جميلة في الغرض والاستنباط والاستشهاد تطرق إلى شيء من البنيوية والأسلوبية باعتبارهما منهجا ربط وح َ ل ّ ..ذكرني بالدورة لبرنامج ناقد والتي استفدت منها كثيرا فكل كتاب عن النقد اقرؤوه أسبر غوره وأعرف ماهيته وربما أعطي رأيي الشخصي فيه ولم ولن أنسى جهود المبدعة الدكتوره رانية العرضاوي منسقة ومشرفة البرنامج بجدة.
المهم فقي الفصل الأول من دالية المعري يقول حسب قراءتي في كتاب بانقيب:
حضيت دالية المعري في رثاء أبي حمزة الفقيه بوقفات دراسية متعددة قديما وحديثا وكل من هذه الدراسات تكشف دلالات حسب منطلقات التي انطلقوا منها وحسب من توافر له الإمكانات ويقول معقبا بانقيب: هذه الدراسة تقف على أهم الجهود التي تناولت الدالية فتعرض لها وتقف على مناهجها وطرائقها والإسهام الذي بذلته في تجلية سمات القصيدة ودلالاتها . يعني أن منهج بانقيب هن نقد النقد لأنها تسعى إلى البحث عن الكيفية التي تعامل فيها الناقد العربي مع الدالية بغية الكشف عن منهجية الناقد في
ذلك التعامل، مفصلا بالتالي:
، المنهج التجزيئي/ دراسة النص وأخيرا المنهج الانتخاب والاختيار / ما بعد النص ، المنهج الجزئي « الدراسات التاريخية»
ويختم الدكتور عبد الله بانقيب في المنهج الأخير بقوله: أن دالية المعري في كتب الانتخاب والاختيار والكيفية التي جاءت عليها حضيت بحضور واضح في تلك الكتب وامتدت ممارسة اختيارها وانتخابها إلى مصنفات لم تفرغ جهدها لعمل الاختيار الشعري بل طالت مصنفات الفنون الأخرى كالتاريخ مثلا وهذا
بنبئ منه عن استحسانها والرضا بجودتها كما انتهت الدراسة إلى أن أكثر جزء في دالية المعري وقع عليه الاختيار كان الجزء الأول منها) 1-15 بمقدمة القصيدة لما حوى من أبيات التأمل والحكمة
غَيْرُ مُجْدٍ فِي مِلَّتِي وَاعْتِقَادِي
نَوْحُ بَاكٍ وَلَا تَرَنُّمُ شَادِ
وَشَبِيهٌ صَوْتُ النَّعِيِّ إِذَا قِيـ
ـسَ بِصَوْتِ الْبَشِيرِ فِي كُلِّ نَادِ
أَبَكَتْ تِلْكُمُ الْحَمَامَةُ أَمْ غَنَّـ
ـتْ عَلَى فَرْعِ غُصْنِهَا الْمَيَّادِ
صَاحِ هَذِهْ قُبُورُنَا تَمْلَأُ الرُّحْـ
ـبَ فَأَيْنَ الْقُبُورُ مِنْ عَهْدِ عَادِ؟
خَفِّفِ الْوَطْءَ مَا أَظُنُّ أَدِيمَ الْـ
أَرْضِ إِلَّا مِنْ هَذِهِ الْأَجْسَادِ
وَقَبِيحٌ بِنَا وَإِنْ قَدُمَ الْعَهْـ
ـدُ هَوَانُ الْآبَاءِ وَالْأَجْدَادِ
سِرْ إِنِ اسْطَعْتَ فِي الْهَوَاءِ رُوَيْدًا
لَا اخْتِيَالًا عَلَى رُفَاتِ الْعِبَادِ
رُبَّ لَحْدٍ قَدْ صَارَ لَحْدًا مِرَارًا
ضَاحِكٍ مِنْ تَزَاحُمِ الْأَضْدَادِ
وَدَفِينٍ عَلَى بَقَايَا دَفِينٍ
فِي طَوِيلِ الْأَزْمَانِ وَالْآبَادِ
فَاسْأَلِ الْفَرْقَدَيْنِ عَمَّنْ أَحَسَّا
مِنْ قَبِيلٍ وَآنَسَا مِنْ بِلَادِ
كَمْ أَقَامَا عَلَى زَوَالِ نَهَارٍ
وَأَنَارَا لِمُدْلِجٍ فِي سَوَادِ
تَعَبٌ كُلُّهَا الْحَيَاةُ فَمَا أَعْـ
ـجَبُ إِلَّا مِنْ رَاغِبٍ فِي ازْدِيَادِ
إِنَّ حُزْنًا فِي سَاعَةِ الْمَوْتِ أَضْعَا
فُ سُرُورٍ فِي سَاعَةِ الْمِيلَادِ
خُلِقَ النَّاسُ لِلْبَقَاءِ فَضَلَّتْ
أُمَّةٌ يَحْسَبُونَهُمْ لِلنَّفَادِ
إِنَّمَا يُنْقَلُونَ مِنْ دَارِ أَعْمَا
لٍ إِلَى دَارِ شِقْوَةٍ أَوْ رَشَادِ
الحقيقة بذل الدكتور بانقيب جهدا في تتبع ما قالوه النقاد العرب حول دالية المعري جهدا طيبا نأتي الآن إلى أن يكمل الدكتور بانقيب كتابه حول استقرار البلاغيين على مجموعة من المقاييس في الكلمة ووصفها بالفصاحة هذه المقاييس:
-خلوها من تنافر الحروف.
-ومن الغرابة.
-من مخالفة القياس.
-خلوها من الكراهية في السمع.
فأورد لكل نقطة شرحا وافيا مكثفا.
في الفصل الأخير من فصول كتاب رؤى في البلاغة والنقد حول تنبيهات علي بن جبله الملقب بالعكوك دراسة بلاغية تحليلية
مختصرها حسب قراءتي له بعد أن بحث في دراسته هو التالي :
تشبيهات الكرم، الخمر، الشيب، المعركة، الفرس، الناقة ، الطلل ، تشبيهات أخرى ثم خلصت دراسته إلى أن تشبيهات بن جبله ما يربو على ثلاثين موضعا غير أن المديح كان الأكبر من هذه التشبيهات ، تشبيهات الكاف كانت أكثر حضورا ثم كأن ثم قليل من مثل ، وأن تشبيهات علي بن جبله قد حلقت في بعض صور تخليقا رائعا فيما أخفق في بعض التشبيهات الأخرى وكان مكررا ليس فيها صنعة خاصة « خلاصة ما قرأت في كتاب رؤى في البلاغة والنقد»
- كل مبحث له طريقته وعرضه والتي أحسن تصنيفها وذكر أغلب الآراء في دراسات الفصول الثلاثة
- من الملاحظ أن الثلاث فصول وهي:
1- دالية المعري والنقد العربي دراسة في المنهج
2- الأساس العقلي والتصور النقدي لمكونات الشعر عند ابن طباطبا العلوي
3- العدول لم يفص ّ ل فيها من ذكر خلاصة دراسته وبحثه فقط أشار إليها إشارات من تبني إحدى الدراسات اللغوية والبلاغية خصوصا ما يتعلق بمنهج العدول في الشعر وهذا مما توه القارئ قليلا فيما جاء الفصل الأخير الذي عنونه بـ: تنبيهات علي بن جبله الملقب بالعكوك دراسة بلاغية تحليلة فقد أجاد وأفاد ودرس وحلل بشكل شيق وجذّاب.
سطر وفاصلة
هذا الكتاب من مطبوعات نادي جدة الأدبي هذا النادي العريق الذي قدم لمشهدنا الثقافي الكثير والمثير من الكتب المهمة في شتى المجالات الثقافية والأدبية والفكرية والفلسفية عموما، ومن ينكر ذلك فهو جاحد لأرباب الفضل على ما مروا من الرؤساء على كرسي نادي جدة الأدبي.