«الجزيرة» - المحليات:
أكد الوزير المستشار في سفارة الصين لدى المملكة السيد ما جيان أن المملكة تمثل قوة مهمة في تحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة والعالم، وتعد عضواً محورياً في جامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقوة مهمة في تحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة والعالم، كما تمثل أحد أبرز ممثلي الأسواق في العالم وعضوًا مهمًا ضمن دول مجموعة العشرين، فهي تحتل مكانة مهمة في الاقتصاد العالمي.
وقال ما جيان خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر السفارة الصينية في الرياض الخميس إن الصين تعطي العلاقات مع السعودية أولوية في سيايتها الخارجية في السنوات الأخيرة، تحت قيادة الدبلوماسية على مستوى القمة، مبيناً أنه تم تحقيق التكامل العميق بين رؤية المملكة 2030 ومبادرة الحزام والطريق الصينية وتعميق الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين، كما حقق التعاون العملي نتائج مثمرة وتضاعفت الزيارات المتبادلة بين الشعبين، وتجاوزت حجم التجارة الثنائية أكثر من 100 مليار دولار أمريكي لسنوات متتالية.
وأشار ما جيان إلى أن العالم يواجه اليوم التغيرات الكبيرة لم يشهدها منذ مائة عام حيث تستمر الصراعات الإقليمية وتتراكم المشكلات الجديدة والقديمة في آن واحد، مما يعرض النظام التجاري القائم على القواعد لصدمات بالغة بشكل كبير، وفي الوقت ذات تمثل المملكة والصين باعتبارهما بلدين رئيسين في عالم متعدد الأقطاب عضوين في الجنوب العالمي، ويسيران كشريكين مخلصين معا لبناء المستقبل، منوهاً بدور المملكة في الشؤون الدولية والإقليمية، وقال: نتطلع إلى العمل مع الجانب السعودي لمواصلة تقديم الدعم المتبادل وتعزيز الإنجازات المشتركة، وتعزيز التنسيق والتعاون في الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية والمنظمات المتعددة الأطراف، والتصدي المشترك للنزاعات، والدفاع عن المصالح الجماعية للدول النامية، وتعزيز التنمية العالمية المشتركة.
وفي جانب آخر قال ما جيان إن فرض الولايات المتحدة التعريفات الجمركية بشكل تعسفي على جميع شركائها التجاريين بما في ذلك الصين تحت ذرائع مختلفة، يُعد انتهاكاً للحقوق والمصالح المشروعة لكافة الدول بشكل كبير، ويُخالف قواعد منظمة التجارة العالمية ويُشكل صدمة كبيرة على استقرار النظام الاقتصادي العالمي، معرباً عن استنكار الحكومة الصينية الشديد ورفضها القاطع لذلك.
وأكد ما جيان أن التصرفات الأمريكية تخالف القواعد الاقتصادية الأساسية ومبادئ السوق، وتتغاضي عما تم التوصل إليه من توازن المصالح في المفاوضات التجارية المتعددة الأطراف، وتتجاهل حقيقة أن الولايات المتحدة قد ربحت كثيراً من التجارة الدولية منذ زمن طويل، وتتخذ التعريفة الجمركية كسلاح لممارسة الضغوط القصوى وتحقيق المصالح الفردية، مشدداً على أن تصرفات واشنطن أحادية وتنمر اقتصادي «بكل امتياز».
وأضاف أن ما قامت به الولايات المتحدة من اللعبة الصفرية تحت ذريعة ما يسمى بالسعي وراء المعاملة بالمثل والتكافؤ، يكون بطبيعته السعي وراء أمريكا أولاً، والاستثناء الأمريكي يهدف إلى إسقاط النظام الاقتصادي والتجاري الدولي القائم بوسيلة التعريفات الجمركية، ويضع المصلحة الأمريكية فوق المصالح العامة للمجتمع الدولي، ويخدم الهيمنة الأمريكية على حساب المصالح المشروعة لدول العالم، فمن الحتمي أنها ستجد رفضاً واسع النطاق لدى المجتمع الدولي.
وبين أن قرار الولايات المتحدة ينتهك مبدأ عدم التمييز لمنظمة التجارة العالمية، ويقوض النظام الاقتصادي والتجاري الدولي بشكل كبير ويهدد أمن واستقرار سلاسل الإمداد العالمية، كما يضر النظام التجاري متعدد الأطراف مستشهداً بالخسائر الفادحة التي لحقت بالاقتصاد العالمي وأسواق الأسهم المالية العالمية.
وأكد أن الصين ستحافظ على مصالحها المشروعة بحزم والنظام التجاري المتعدد الأطراف الذي تكون منظمة التجارة العالمية مركزاً له وقال: لا نثير المتاعب ولا نخاف منها.. مؤكداً أن فرض الضغط والتهديد ليس الطريقة الصحيحة في التعامل مع الصين.. فقد اتخذت الصين وستواصل اتخاذ الإجراءات الحازمة للحفاظ على سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية.. ويجب أن تكون طبيعة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة مبنية على المنفعة المتبادلة والكسب المشترك.. وينبغي للولايات المتحدة أن تلبي التطلعات المشتركة للشعبين وشعوب العالم.. وتتوقف عن انتهاك الحقوق التنموية المشروعة للشعب الصيني، انطلاقا من الحفاظ على المصلحة الأساسية للبلدين.