عبدالمحسن بن علي المطلق
قول بما تقدّم، لأن الحكم -مثلنا- بشر.. يقع بما نقع به، وبالتالي لا مفر من الزلل، ثم هو لا يعرفك ولا يعرف خصمك، فهو «الأجنبي»، ولأسباب معروفة استقطب
بعد أن تفاقم الوضع -أي لهذه المهمة- وللإقلال من كثرة الشكوى، فأمسى الأجنبي (سيدا) لملاعبنا، فعلام تظن أنه أهمل قصدا - مثلا-، ولأن كان حسب عليه خطأ (على فرضية) فهل تذهب بعيدا من أن يكون عن تعمد أو ترصد، أو تغرق وتلبس قراراته التقصد! بل لو راجعت ممحصا لوجدتها كأقل وصف أنها لا تعدو «سوء تقدير» منه
وإلا فهو (لا يخفاك) أول من يحاول إيصال المباراة إلى بر الرضا من الطرفين، وبالذات الخاسر، لأنه - هو- أول خاسر إن زادت التبعات في نقد مجرى المباراة، لأنها في سجله (مدونة)، من تقييم «مراقبين» أكفاء، وعلى هذا تجده من يسعى جاهدا لأخذ أعلى درجات تصنيفه.
أزيدك أن حتى لو انسقنا خلف تخرصاتك، فما الجدوى بعد وقد طارت الطيور بأرزاقها، لتحل التحليلات كـ(مسكنات)، وإلا فلا إعادة للمباراة مهما ثقل النقد
ففي عرف الكورة لا يحدث هذا إلا حال خطأ فني.. يكون تحت أحد بنود ثمانية يلزم بها الإعادة، على أن اتحاد الكرة -العالمي- ولتلافي مواقف النقد التي طالت.. بذل من الجهود للتخفيف من الأخطاء، فاستحدث -من بينها- الـ(VIR)
فيا أيها الرياضيون ندا محب لكرة القدم ومقدرا لمكانتكم لنأخذهم - الحكام- بحسن نية، وصفاء طوية.. بمثل ما نتمنى من الآخرين إن وقع أحدنا بالزلل، وأيننا من توجيه الأفذاذ (.. ابحث لأخيك عن سبعين عذرا).. ونحن أحيانا لا نحاول حتى!، ألا يكفي أنه بشر والخطأ فيه جبلة، أي يعتريه ما يعترينا.. من النقص!، والرياضة فيها ربح وخسارة، بل إن التعادل بلا أهداف ينعت بـ(لقاء سلبي).. ولهذا يقال لمن أخفق خذها بروح رياضية -مرونة تقبل ما يحدث-، وحسبك أن ما حسب اليوم عليك غدا سيكون لك، أي أن الأخطاء مرة عليك التبعات، وأخرى لك.. ولهذا أتى مطلب (الابتسامة عند الإخفاق والتواضع عند التفوق)، ولتتلقى مباركة من ندك يوم تفوز.. اسع لتبارك له حال نصره، نعم هذا المنشود.. لكن وكأن البعض يسمع عن تلك.. أعني (الروح الرياضية) التي ويك كأنها لا تبدو إلا في حال فوزه..! فالوطئ على حظوظ النفس.. لا حقوقها هو من يعلي من قدرك وشأن ذاتك فتبلغ بها أسمى ما تنشد.
لأن التسامي على الجرح هو الانتصار على تلك حظوظ، وقد لا يتسنى لك أن تجد هذا إلا في حال الهزيمة، ليكون حكمك أقرب للحياد
وهذا اتضح لي أكبر.. أو ما جعلني أخط بيميني حتى لا أرتاب بنفسي إنك ما أنت إلى الحياء أقرب.. بالذي علي وأنا الـ(شبابي) الهوى والميول، إلى القول بكل نفس رضية (مبروك للاتحاد)، فمن عطاءات المنافسة الإيجابية على النفس ابتداء أن نعي أن (الإقرار) واجب، وذاك أدنى أن لا نعتدي، فإن من الإنصاف أدرك مساحة حقوقك حدها تتوقف عند حقوق غيرك، وإتمامًا أن الصرف عن الحق لمنعرج ما قد يميد بها لسلك نحلة سواه!
لأن التبرير الحقيقي يوم تبدأ بلوم ذاتك، وحتى لو كان المقابل تجاوز فأين وعيك، وأين وجه تقصيرك، وأين..
عود على ما تقدم لإشباعه.. أن من السهولة إلقاء الملام على الحكام-.. بمن فيهم رجال الخطوط! -، وبعضهم لكي يقنع المتلقي قد لا يقول الحكم ظلمنا، و.. لكنه يعطف بالقول (.. لقد تحامل علينا)!، وسبحان الله كيف قاعدة (أخطاء التحكيم جزء من اللعبة) تغيب عن عينه -بقدرة قادر- في ملمح من البصر!
مع أن الأصل هو تلقينها لملكة أحدنا في حالة الهزيمة بخاصة، فذاك أهم مواضعها وإن لزم الأمر التذكير بها فلا ضير، لأن ما لا يخالجني فيه شك.. ولا تطريز- ههه- أن كل الأندية.. تشتكي، وكل يدعي «وصلا» بليلى.. والعجيب أني ومن عرفت الكورة.. لا أذكر أني تابعت تحليلا إلا وجدت المهزوم يبرر
مقابل صنف عدا واعتدى بالقول.. وقد انتصر ألا يترك ما تعود عليه، فتجده إلا ولحى بمعتبة للحكم أنه (حرمهم انتصار.. عريض)!
ما بعد السطر الأخير:
المطلوب من اتحاد كرة القدم أن يُحسن اختيار الحكام الأكفاء، المشهود لهم بالتميز، لتضييق الفجوة في نقد أخطاء الحكام.