محمد العويفير
لم يعُد بالأمر الجديد أو المستغرب الحديث عن الهلال بشكل أسبوعي ومناقشة قضاياه ومشاكله التي باتت تكبر يوماً بعد يوم، وسط عجز إدارة النادي عن التعامل معها ومحاولة العودة بالفريق لسكة الانتصارات والمنافسة، فما خفف سوء الهلال فنياً إلا تراجع منافسيه وإلا لشاهدناه يتوارى في جدول الترتيب شيئاً بعد شيء.
مازالت الإدارة مستمرة في رهاب إقالة المدربين، ومازالت عاجزة عن إدارة أزماتها عند أي تضعضع فني للفريق طوال عهدها، ومازالت ترى أن ما يستوجب علاجه بالبتر تعالجه بالمسكنات، حتى يقع الفأس بالرأس لتبدأ بالترميم، مازالت ترى بأن المدرب الذي فرّغ الفريق من دكته لايتحمل بالدرجة الأولى سوء الفريق داخل الملعب، ومازالت ترى بأن المدرب الذي جنى على سلامة اللاعبين بإشراكهم وهم مصابون لتتفاقم إصاباتهم بريء من ذلك، ومازالت ترى بأنه لايتحمل وأد أي أمل أو طموح للبديل عندما يتم إشراك اللاعب الأساسي بغض النظر عن سلامته أو جاهزيته على حسابه، ومازالت لا ترى بأن المدرب مستمر باللعب بأسلوب لم يعُد صالحاً بل يظهر عيوب الفريق في ظل الحالة البدنية واللياقية السيئة، والتي بسببها بات الفريق مثيراً للشفقة في المباريات التنافسية.
هي أيضاً لا تريد أن تستوعب حقيقة أن المدرب بات شارد الذهن ومهووساً بفكرة تدريبه لمنتخب البرازيل بل تحاول عدم تصديق هذا الأمر، واكتفت بسؤال المدرب فقط عن صحة هذا الخبر، وكأنها بذلك قد أعطت المدرب طوق النجاة بسؤاله بشكل مباشر والكل يعلم بأن المدرب يستحيل أن يؤكد صحة الخبر حتى لا تتم إدانته، على الرغم من أن مصادر تأكيد هذه الأخبار كثيرة، ومن السهولة أن تحصل عليها ، لكنها اختارت الشخص الوحيد الذي من المؤكد أنه لن يقول الحقيقة!.
لذا، سؤالي لهذه الإدارة على ماذا تستند في قتالها باستمرار مدرب يعلم الجميع بأنه معجزة ان استمر حتى نهاية الموسم؟ ولماذا تضع مصير الهلال في يد رجل تسبب بالعديد من المشاكل منذ الصيف، ولم يستطع حل أيٍ منها، بل يوماً عن يوم تتفاقم تلك المشكلات دون أي حلول حقيقية، ماذا ترتجي من مدرب بات حسب الأخبار يعقد الاجتماعات مع الاتحاد البرازيلي من داخل مقر الفريق، وأصبح يتابع مباريات لاعبي المنتخب البرازيلي بدلاً من متابعة مباريات خصوم الهلال؟.
وسؤالي الأهم.. هل يستحق جيسوس كل هذه التضحية؟ أم أن العائق مالي وهو الأبدى على حساب مستقبل الفريق؟ سؤال لن نجد له إجابة ولكنه موقف بات متكرراً منذ الصبر على رازفان وجارديم وميكالي ودياز وأخيراً جيسوس والمنتصر في كل هذه المواقف هو الجمهور الذي استشعر الخطر قبل إدارة من المفترض أنها تصل للحقيقة والعلاج قبل غيرها!.
رسالتي
إن كان هناك حل قد لجأت إليه وأتى لك بالنتيجة فليس بالضرورة أنه سيكون صالحاً في كل زمان، فالتغريدة إن نجحت بها الموسم الماضي ليس بالضرورة أن تنجح عند تكرارها، فالتردد مقبرة الفرص والتكرار الأعمى للحلول هو فشل بالمعالجة!.
** **
- محلل فني