د.عبدالعزيز بن سعود العمر
عندما اكتشفت الولايات المتحدة الأمريكية أن تعليمها يتقهقر، بل وغير قادر على صنع جيل متمكن يقود التنمية الوطنية، وينمي الاقتصاد تحديدا، اضطرت حينها الولايات المتحدة إلى أن تطوف العالم بحثا عن أفضل العقول، ليتم جلبها ومنحها الدعم الكافي لتعمل في المختبرات والمصانع الأمريكية (أمريكا تفتح أبواب الهجرة إليها كل عام وفق ضوابط محددة). وبفضل هؤلاء العلماء الأجانب سيطرت أمريكا عالميا على الإنجازات العلمية التقنية وعلى عدد الفائزين بجوائز نوبل.
من جهة أخرى، عندما ننظر في حال اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة نجد أن هذه البلدان حققت تقدما صناعيا تقنيا مذهلا، ليس بفضل استقدام علماء أجانب - كما فعلت أمريكا، بل بفضل تعليمهم النوعي ذي الجودة العالية.
هنا دعونا نطرح السؤال التالي: هل التعليم ينتج اقتصادا مميزا؟ أم أن الاقتصاد المميز هو الذي ينتح تعليما مميزا، الواقع أن التعليم والاقتصاد يتبادلان التأثير على بعضهما، لكن لا جدال إطلاقا أن الاقتصاد لن يكون مميزا ولن يساهم في تطور التعليم وفي التنمية الوطنية، إلا في ظل وجود تعليم متميزا ذي نوعية وجودة عالية أولا..
باختصار نقول: إن التعليم الجيد هو ما يؤثر بالدرجة الأولى جودة ونمو الاقتصاد، أي أن التعليم هو ما يجب أن يقود التطور الاقتصادي، أما إذا حاولنا أن نجعل الاقتصاد يقود حركة التطور التعليمي، فسنكون كمن يحاول وضع العربة أمام الحصان.