رقية سليمان الهويريني
فيما يسعى جميع البشر لامتلاك السعادة؛ يرى بعضهم أن تحقيقها هو هدف بحد ذاته! والحق أن السعادة ما هي ألا هي حالة سرور أو شعور مؤقت، يفضي إلى مشاعر أخرى كالفرح والنشوة. وطالما هي كذلك؛ فإنها طريق وسبيل وليست هدفاً!
وقد يتوقع كل محروم أن تحصيل ما حرم منه سيحقق السعادة وهذا ضرب من الوهم، فالحصول على المال مثلاً لا يحقق السعادة، بل يجلب الطمأنينة بعدم الحاجة للآخرين إن كان هذا سبب تعاسته وليس تراكم الأموال وخزنها فقط! كما أن المناصب والشهرة قد تجلب التعب وأي أمر يرافقه التعب لا يمكن أن يؤدي إلى السعادة!
ومن رآها بالسفر والتجوال في البلدان فهي إذاً تعب! وما رأيت التعب سعادة قط حين يتبعها الملل وعدم القرار!
ومن توقع أن السعادة هي حب الناس له وإقبالهم عليه، فالقلوب متقلبة ولا تبقى على حال وعادة الإقبال مرتبط بالحاجة وأي أمر مرتبط بالحاجة ليست سعادة!
وقد يعيش العشاق حالة من النشوة ويصفونها بالسعادة حين تلتقي القلوب على حب وهيام ولكن قد تبرد المشاعر ويتبدد الوله!
ولا يمكن أن تتحقق السعادة حين يرافقها خوف من فقد، سواء مال أو أبناء أو أحباء أو مناصب أو شهرة، والخوف من الفقد هو بؤس وشقاء!
وقد تكون القناعة بما عندك والرضاء بما كتب عليك هي أحد ألوان السعادة المفضية للراحة ويكملها حالة التسامح ونظافة القلب من الغل والحسد والغيرة، وترك الطمع، فما رأيت سعادة مثل تركه ودفعه ومكافحته!
وحين أقول إن السعادة هي حالة وشعور؛ فإنني على يقين أن الهدف هو راحة البال، ومن حصل عليها فهو السعيد حقاً والمسرور حتماً.
لا تبحث عن راحة البال، هي تأتيك، حين تنظف حياتك من شوائبها!