عبدالعزيز صالح الصالح
عندما يتحدث المرء عن جانب يهم كلٌّ من الزوجين معاً، فإن الأمر يعتبر في حد ذاته من أرقى وأسمى أسس العرفان بالجميل الذي يطمح إليه كل من الطرفين في حياتهم الزوجية، فإن الإحساس بالاحترام والتقدير والعرفان لا يترجم بالأقوال فقط وإنما يترجم بالأقوال والأفعال معاً، فالمرأة السعيدة في حياتها الزوجية لا تنظر إلى كل صغيرة وكبيرة من الهفوات والأخطاء المقصودة أو غير المقصودة التي تصدر من شريك حياتها، فإن هذه الأفعال أو الأخطاء التي تحدث بين الفينة تلو الفينة هي الطريق المؤدي إلى راحة البال والسعادة والسرور، لكن غض الطرف غالباً لا يتجاوز كافة الخطوط الحمراء التي رسمتها، لكن هناك أزواج عدة بحاجة ماسة إلى بث الثقة بالنفس والشعور بالنجاح وبحاجة إلى عبارات الثناء والتقدير التي لها في النفس وقع كبير.
وعلى النقيض من ذلك فالمرء الذي يعاني أشد المعاناة من انخفاض مستوى تقدير الذات، فإنه مصاب بعدم الثقة بالنفس، فالواجب على كل زوجة في تلك الحالة أن ترفع من مستوى قدر زوجها وخاصة في محيط مجتمعه الذي يعيش فيه، وذلك عن طريق التقدير والاحترام والحفاظ على سمعته وعدم إفشاء أسرار منزله مهما كانت الأحوال - إلى جانب تقديم واجب الضيافة لضيوفه من الأقارب والأحبة والأصدقاء وعمل كل ما من أجله خدمة له ولكافة والديه - تستحق وسام الصبر والجلد من بعض الرجال الذين لا يعرفون قدرها جيداً إلا حينما يدركون تمام الإدراك حقيقة أنفسهم أمام النساء اللاتي يرفعن قدر أزواجهن. فإنني عبر هذه الكلمات والعبارات لا أبالغ مطلقاً لكن البعض من هؤلاء الرجال لا يريد أن يعترف اعترافاً حقيقياً قدره الذي وضعته له زوجته، فإنه يحاول بقدر المكان التهرب والابتعاد والمراوغة والتلكؤ في رد الجميل والعرفان والشكر والتقدير والاحترام، وذلك بسبب وجود فجوات بين الزوجين معاً. فالزوجة لا تريد إلا أدنى درجات العرفان لأن الأعمال التي تقوم بها داخل المنزل مبنيه على حب وقناعة، فهل رد الجميل إلا بالجميل أيها الزوج العزيز، فالكثير من الرجال يبحث عن طريق تستطيع الزوجة أن ترضي زوجها، بينما الزوج لا يبحث عن طريق يرضي به زوجته التي رفعت من شأنه ومكانته أمام مجتمعه وأسرته. ألا تستحق تلك الزوجة التي رفعت من شأنك أن تكرم ويرفع من شأنها ومكانتها.
أخي الزوج الكريم.. هناك مبادئ وأسس مهمة وأكثرها بقاء في الذاكرة وتتمثل في الأمور التالية:
- لا تهن زوجتك يا أخي الكريم.
- لا تقلل من شأنها يا أخي الكريم.
- لا تهمش زوجتك يا أخي الكريم.
- اسمع لها جيداً.
- لا تحاول التهرب من مبادئ الحقيقة.
- لا تجعل أتفه الأسباب عائقاً في كافة الأمور الحياتية.
ومع الأسف الشديد أن الكثير والكثير من الأزواج في عصرنا الحاني يرتكبون أخطاء جسيمة في تعاملهم مع زوجاتهم كما كان آباؤهم يعاملون أمهاتهم، فالحياة بمجملها العام اختلفت اختلافاً عما سبق، وأنفس البشر تغيرت وطرق التعامل اختلفت عما سبق، وموقف المرأة كذلك اختلف وموقف الرجل اختلف، فلا تطبق ما تسمعه من القيل والقال.
فهناك أزواج بسبب تعاون زوجاتهم معهم وتكاتفهن حققوا مناصب عالية ومنازل كبيرة، فالزوجة العصامية بنيتها الحسنة وطيب قلبها قدمت الكثير والكثير من التضحيات لذلك الزوج على طبق من ذهب، فالزوجة الكريمة لا تنتظر من زوجها سوى الاحترام والتقدير، فهل الزوج المحترم يدرك ذلك الأمر جيداً ويحاول أن يكافئها بنكران الجميل وما أكثر هؤلاء الرجال الذين ينكرون أبجديات الجميل.
المرأة بشكل عام لا تريد من زوجها إلا كلمات صادقة نابعة من القلب فهي تعرف نفسها ومنزلتها جيداً.