م. سطام بن عبدالله آل سعد
في لحظة حرجة من الموسم، يدخل الهلال غرفة العناية المركزة، ليس نتيجة خسارة عابرة أو تعثّر عارض، بل بسبب نزيف فني مستمر، وإرهاق بدني متراكم، وغياب واضح للتخطيط الوقائي. فالفريق الذي بدأ الموسم بقوة وهيبة، تراجعت حيويته فجأة، وظهرت عليه أعراض انهيار تدريجي، تُنذر بموسم قد يتحول من حلم إلى صدمة.
الهلال اليوم يحتاج إلى إنعاش، والسؤال الذي يجب أن يُطرح بجدية داخل أروقة النادي هو: هل ما زال بالإمكان إنقاذ ما تبقى؟ هل تستطيع الإدارة إيقاف التدهور، وضبط الإيقاع، وإعادة الفريق إلى الحياة؟ أم أننا نتابع بصمت حالة سريرية تتدهور أمام أعين الجميع دون تدخل عاجل؟
المشكلة ليست في الإصابات وحدها، فهذه جزء من لعبة كرة القدم. إنما الكارثة في غياب البدائل المدروسة، وافتقار الجهاز الفني لخطط الطوارئ، وانكشاف الفريق أمام خصومه مع كل منعطف. الخطط ذاتها، الحلول ذاتها، والأخطاء تتكرر بلا رادع.
الإدارة الآن مطالبة بالتدخل، كطبيب يشخِّص، ويقرِّر، ويجري العملية الجراحية بدون تأخير. فموسم الهلال على حافة الانهيار، والمنافسة الآسيوية تطرق الباب، لكنها لا تنتظر المُرهقين ولا تساير المترددين. فهل تُعد بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة أولوية ملحّة؟ أم أن مطاردة الدوري، وقد باتت شبه مستحيلة، لا تزال تُرهق الفريق بلا جدوى؟ أم أن الفريق مهدّد بأن يخسر كليهما إن لم يتم اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب؟
الجمهور الهلالي، بحسه العالي ووعيه العميق، يدرك أن الوضع استثنائي، ويتطلب وعياً يتجاوز الهتاف إلى المساءلة. إن ما يمر به الفريق اليوم لا يُحل بالعاطفة والتصريحات،إنما بالحسم والأفعال.
الهلال في العناية المركزة. والمؤشرات الحيوية تتراجع. والإدارة مطالبة أن تكون جهاز الإنعاش لا مجرد متفرج خلف الزجاج. فإما أن يُضبط النبض ويُستعاد النفس، أو يُكتب لهذا الموسم شهادة وفاة مبكرة.