سهم بن ضاوي الدعجاني
أصدقاء المشي، وممشى طريق الملك عبدالله، ونادي المشي، ونساء يمشين في الرياض، ونساء يمشين في جدة وفريق الدمام للمشي، وفريق الخبر النسائي، وفريق المشي الحر، وفريق الأحساء للمشي، ومشاة طيبة، مسميات أخذت طريقها إلى قلوبنا وعقولنا في السنوات الأخيرة، وأصبحت تتردد كثيراً في بيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا، بل تحول بعضها لعلامة فارقة في ثقافتنا، بل أكبر من ذلك لقد تحول بعضها إلى «أيقونة» وعي صحي في مجتمع يتحرك ويعشق رياضة المشي في مختلف مدن المملكة، ساعد على ذلك إنشاء المسارات المخصصة لهؤلاء العشاق وأرصفة الطرق من قبل البلديات والأمانات في سبيل تعزيز هذه الثقافة الصحية، حيث بات المشي إحدى أهم الرياضات التي بدأ الأفراد والأسر ممارستها بأوقات مختلفة على مدار اليوم، وقبل ذلك أسهمت حملات عدة أطلقتها وزارة الصحة وعدد من الناشطين في مجتمعنا، في تعزيز ثقافة المشي، فقبل 7 سنوات أطلقت وزارة الصحة حملتها التوعوية للمشي على مستوى المملكة، بهدف زيادة الوعي العام تجاه المشي للمساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030 .
هنا تذكرت المبادرة التطوعية «مشاة السعودية» التي ساهمت ومازالت تساهم في تعزيز الصحة العامة وتحسين ممارسة النشاط البدني ومكافحة السمنة والأمراض المزمنة، وتركز على أن يكون المشي جزءاً من حياتنا اليومية منذ نوفمبر 2017، وهي تعمل من خلال حوالي 200 مجموعة من مجموعات المشي التي بدأ تشكيلها منذ نهاية 2016، الجميل أن 20 % من هذه المجموعات هي مجموعات نسائية، وقد نجحت ثلاثة منها في التحول إلى جمعيات خيرية مسجلة في وزارة الموارد البشرية والشؤون الاجتماعية، وهي جمعيات «مشاة الزلفي» و»مشاة الطائف» و»طيبة النسائي»، مما يثبت للجميع أن «ممارسة المشي» هي حجر الزاوية في ثقافة الجمال، والمحافظة عليه واستثماره لدى المرأة.
السؤال الحلم
متى تتحول منظومة الصحة لدينا من الاستثمار بالعلاج إلى الاستثمار بالوقاية من خلال نشر ثقافة بناء وتأسيس «تجمعات صحية» مدنية تهتم ببرامج الوقاية والغذاء والفحوصات الدورية والممارسات الصحية التي يتربع على عرشها «ممارسة المشي».. لاشك أن هذا الحلم الصحي سيتحقق إذا تعانقت برامج وزارة التعليم من خلال «المدرسة» وبرامج وزارة الصحة، لتؤسس «حجرة الصف» قبل قاعات الجامعات، لبناء جيل يمشي ويفكر ويخطط ويبتكر حياة تليق به وبوطنه لثقافة صحية مبنية بالدرجة الأولى على أعلى مراتب الوعي الصحي، ومن ثم تحول هذا الوعي الصحي إلى ممارسات مجتمعية في الشارع والحديقة و»المول»، كما حصل قبل 6 سنوات عندما أطلقت وزارة الصحة مبادرة لتفعيل «المول الصحي»، من خلال تخصيص مسارات للمشي في عدد من المراكز التجارية، وحظيت المبادرة، التي انطلقت في (7) أسواق حول المملكة في خطوة نوعية لتعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع وزيادة الوعي العام تجاه المشي، هنا نقول تحقق الحلم وتجاوزت ممارسة المشي مرتبة «الرياضة» إلى رتبة «الثقافة» لتحسين نمط حياة الفرد والأسرة، وبناء مجتمع ينعم أفراده بأسلوب حياة متوازن وتحسين اللياقة البدنية، والوقاية من الأمراض المزمنة.
وأخيراً
ممن عرفوا برياضة المشي على مرّ التاريخ: أرسطو وتلاميذه، وإيمانويل كانت، وألبرت آينشتاين، وجان جاك روسو، وسلسلة العلماء المشائين أو الفلاسفة المتجولين طويلة، لأن «المشي» رياضة العباقرة والعظماء بشهادة التأريخ.