عبدالعزيز صالح الصالح
يبدو لي أن المجال لا يسمح لي كثيراً أن أتحدث ولو بشكل أوسع عن تلك النبتة الخضراء المتوسطة الطول التي تحتوي على عدد من الأوراق الصغيرة التي تشكل عالماً ساحراً بذاته، وتصنع ذلك المشروب اللذيذ الذي يعشقه الكثير والكثير من البشر - فهو الشاي - فالشاي ذلك المشروب السحري الذي يستهوي ملايين البشر قاطبة في كل مكان من أنحاء المعمورة، بما يمتاز به من مذاق لذيذ ونكهة طيبة ورائحة زكية وألوان متعددة وأنواع مختلفة، فقد أسهم ذلك المشروب في تمتع الناس بأوقات الفراغ والاسترخاء والاستراحة التي تحظى بشيء من المتعة والبهجة والسرور والسعادة والمنفعة والتعبير عن الكرم الذي أصبح علامة بارزة ومميزة عند أغلب شعوب الأرض، فهو تحية وهدية... تحية للضيف... وهدية للقادم، فالشاي... تاريخ... وكرم... وضيافة، فقد بدأ انطلاقة هذا المشروب في أرجاء العالم عن طريق دولة الصين ودولة الهند، أما دول أوروبا فقد عرفوا الشاي عن طريق شركة هولندية - وقد عرف مشروب الشاي منذ حوالي (550) سنة قبل الميلادي وبعد ذلك انتشرت زراعته في كل من الصين والهند واليابان وإندونيسيا - أما العرب فقد عرفوا مشروب الشاي في القرن التاسع الميلادي. فالشاي له أنواع عديدة وألوان مختلفة فمنه السيلاني فهو أفضل وأجود أنواع الشاي والأكثر شهرة في العالم وشاي الياسمين وهو نوع من الشاي الصيني مع ورد الياسمين فهو خفيف ملطف ورائع مع كل أنواع الأكل الشرقي، وشاي أسام، وشاي منبه فهو قوي النكهة قد يحتاج إلى إضافة الحليب وذلك لتخفيف حدة مذاقه، لأنه من الأنواع المنبهة القوية والمنعشة وكذلك الشاي دار جيلينج طعمه يماثل طعم العنب في الحلاوة يفضله البعض في الصباح الباكر لأنه أخف وألطف مذاقاً والكثير من البشر يفضلون شرب الشاي بين وجبات الطعام، ومن أفضل الأنواع للشرب بين الوجبات شاي لابسانج له طعم سامر ونكهة لذيذة، ومع ذلك فشعيبته منخفضه بالنسبة لغيره، وشاي إيرل جرى أكثر الأنواع رواجاً وبالأخص لدى العوائل الأرستقراطية، وهناك الشاي الأسود والأخضر والأبيض وهذا الاختلاف في الاسم واللون ناجم عن طريقة التحضير، لأن وريقات الشاي الفضة تكون عادة خضراء اللون قبل قطفها. حيث تتكون أوراق الشاي من مواد كيميائية - أمثال - المواد الفينولية وكذلك الأحماض الأمينية والمواد البكتينية وكذلك الأحماض العضوية، والفيتامينات ومن الفوائد العامة من الشاي مادة الشايين فهي مادة منبهة للأعصب مقوية للقلب ومدرة للبول وتسهل عملية الهضم وتقلل من عملية الشعور بالجوع وتخفف من حدة العطش وعلى ضوء تركيبها الكيميائي يمكن اعتبارها مفيدة في بعث نشاط الجسم وعلاج الصداع وعلاج ضربة الشمس فالشاي من أفضل الوسائل الصحية لتخفيف الوزن وهو في حد ذاته مادة طبيعية ليس فيها أي سعرات حرارية، فهو سريع الامتصاص من المعدة - فإن طريقة عمل الشاي طريقة سهلة إلا أنها تحتاج إلى صبر ويجب أن تؤخذ العملية بجدية، فمجرد غلي الماء وإضافة ورق الشاي لا يعني شيئاً فللشاي أصول وقواعد وطريقة مثلى. لتحضير شاي لذيذ مهدئ ذي نكهة طيبة فيجب الانتباه أن الماء لا يغلي كثيراً لأن ذلك يفقد بعضاً من مكونات الأوكسجين فيه وعندما يوضع ورق الشاي في الماء المغلي يترك فترة من الوقت حتى يأخذ النكهة واللون المطلوب ثم يقدم. فالشاي خير ما يقدم للضيوف بعد القهوة فرائحته المميزة وتأثير المنعش وتركيبه الكيميائي يساعد ويدعم على الإيقاع أثناء احتساء المرء لهذا الشاي. ومن أسرار الشاي العجيبة فهو يعد وصفة جمالية للجنس الناعم فهو صبغة لشعر الرأس ويغنى عن الصبغات الكيميائية ويصلح للرجال معاً الذين يرغبون في إخفاء الشعر الأبيض. ويستخدم أيضاً في تلين جفاف البشرة عند الإنسان وكذلك خطوط الإرهاق التي تظهر تحت العين، ويستخدم كمادة لدبغ الجلود، فالشاي له أضرار عديدة على صحة المرء، فالواجب على كل إنسان منا الاعتدال بقدر الإمكان في تناول شرب الشاي حتى لا يسبب له مشكلات صحية على الإطلاق.