د.نايف الحمد
لم تأتِ الجولة 27 من دوري روشن بجديد للهلال؛ فقد واصل الفريق أداءه الهابط وتخبطات مدربه جيسوس في لقائه أمام الاتفاق في ثالث لقاء يخوضه الفريق هذا الموسم في المنطقة الشرقية، تلقى خلالها خسارتين من الخليج والقادسية، وبالكاد خرج من مباراته الأخيرة أمام الاتفاق بالتعادل!.
باعتقادي أن الفريق يمر بفترة فراغ وتشتت إداري وفني، أو لنقُل إن المنظومة لا تعرف من الذي يفترض أن يقودها للخروج من هذه الأزمة، أو من هو المسؤول عن تحديد مكمن الخلل، ومن هو المسؤول عن إصلاح هذا الخلل، وبعد كل هذا ما القرار الذي يمكن أن يعيد الفريق ويصحح مساره؟!.
وأنا أتابع المشهد الهلالي تذكرت بيت الشاعر العربي عمر بن أبي ربيعة الذي استشهد به هارون الرشيد (إنما العاجز من لا يستبد) عندما أطاح بالبرامكة في حادثة خلدتها كتب التاريخ وباتت مثالاً على قوة اتخاذ القرار عندما لا تجدي الحلول التقليدية.. إذ يبدو لي أن جيسوس بقوة شخصيته وإمكاناته الهائلة قد استحوذ على القرار في إمبراطورية الهلال، كما استحوذ البرامكة على القرار في دولة هارون الرشيد.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل بإمكان الرئيس فهد بن نافل الإطاحة بجيسوس واستلام زمام المبادرة في النادي العاصمي الكبير، أم أن مسؤولية وتبعات هذا القرار وفرضية خسارة الفريق لمكتسباته خاصة في تحقيق حلم العشاق في الهيمنة على البطولة القارية قد كبّل يدي بن نافل وجثم على صدره حتى بات لا يقوى على تحديد المسار الأنسب في موسم تقاذفت فيه الأمواج بالزعيم العالمي وتطاول عليه الجميع في مشهد لم تعتد عليه جماهير إمبراطوريته العظيمة.
في حقيقة الأمر كلنا نعلم أن الأستاذ فهد بن نافل ليس فنياً، ويقود نادياً رياضياً ، لذا فإن مثل هذا القرار يحتاج لمسؤول فني رفيع من داخل المنظومة بإمكانه تحمل مثل هذا القرار من خلال قربه للفريق وقدرته على تقييم فني موضوعي للمدرب وحالة الفريق، وهذا ما يفتقده الهلال في هذه الفترة، لذلك كان العمل الإداري في إدارة هذه الأزمة يشوبه الكثير من العشوائية والتشتت.
مع تقديري الكامل للعمل الكبير الذي يقوم به الخلوق والمبدع الأستاذ فهد المفرج والذي أراه أفضل مشرف على كرة القدم في تاريخ الرياضة السعودية، إلّا أني أعيد ما ذكرته مرات عدة في ضرورة وجود مدير رياضي يقوم بعمل استراتيجي لفريق كرة القدم ويقدم رؤيته أيضاً في حال وجود أزمة داخل الفريق ويقترح الحلول لها، مع إيماني الكبير بضرورة وأهمية وجود الرائع المفرج في جهاز كرة القدم بالنادي.
لدي قناعة راسخة أن ما حدث للفريق كان لتعنّت جيسوس وعناده الدور الأكبر فيه، وهذا لا ينفي إمكانات المدرب الفائقة على المستوى الفني؛ لكن القضية الآن أصبحت في كيفية الخروج من هذه الأزمة التي باتت (نفسية/ معنوية) أكثر من أي أمر آخر خاصة مع عودة عناصر الفريق وقرب اكتمال صفوفه.
نقطة آخر السطر
إن لم يكن هناك بد من بقاء جيسوس فلا أقل من مطالبته بالتوقف عن العبث بالفريق وضرورة تجهيز الفريق للنخبة الآسيوية بالشكل المنطقي، فما شاهدناه في تشكيلة الفريق وطريقة لعبه في مباراة الاتفاق في شوط المباراة الأول لايمكن قبوله، ويندرج في خانة الفوضى العارمة.
الفريق سيلعب في الدوري مباراتي الخليج والشباب قبل خوض ربع نهائي دوري الأبطال، والهدف المعلن الآن هو الآسيوية، والمهمة ليست صعبة على هذا المارد الأزرق الذي لطالما قلب المعادلات وأحدث الفارق في المناسبات الكبرى شريطة أن يكون الجميع على قلب رجل واحد.