د. عيسى محمد العميري
بناءً على ما نراه ونسمع عنه يومياً على وقع أخبار ما وصلت إليه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
والتي وصلت إلى حد الاستغناء عن الكثير من الوظائف والأعمال التي يقوم بها الإنسان أصبح يقوم بها هذا الذكاء الاصطناعي.
وبناءً على ما يصرح به الكثير من العالمين بأمور التكنولوجيا والخبراء في هذا المجال والذي يصرحون باختفاء الكثير من وظائف الإنسان على مدى سنوات قليلة قادمة. نقول بأنه هذه السنوات الخمس القادمة تكاد تكون حاسمة ومفصلية على صعيد الحياة الإنسانية والاجتماعية، وربما تشكل ثورة جديدة على صعيد الكرة الأرضية والعالم بأسره.
وفي تقديرنا أن هذا الأمر يكاد يكون مخيفاً، وقد يشكل خطراً إذا ما خرج عن الحدود. فماذا لو تعقدت أمور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وتجاوزت التعامل الحالي مع تلك التكنولوجيا والتي يتم الطلب فيها من الذكاء الاصطناعي أي طلب أو أي سؤال ويقوم بالإجابة عليه، أو أن يقوم بتنفيذ الطلب وفقاً للبيانات التي تم تغذيته بها. وبالتالي فإن ما نعنيه هنا وضمن تبعات مقالنا هذا هو ماذا لو خرجت الأمور عن السيطرة وتحديداً في حالة استخدام الذكاء الاصطناعي بتوسع غير محدود في دهاليز السلاح التقليدي وغير التقليدي والأهم غير التقليدي وهو السلاح النووي، وتحديداً أكثر أن يتم فهم الرسالة كما هي للذكاء الاصطناعي في ردة الفعل عن أي خطر قد يصيب دولة كبرى، أن يتم فهم أو تحليل نتائج المشكلة بشكل خاطئ فبالتالي يمكن أن يشكل ذلك دماراً للإنسانية خصوصاً إذا ما تمت ترك ردة الفعل كاملة للذكاء الاصطناعي في حرية رد الفعل، ولكي نكون أكثر وضوحاً نقول بأن زر الضغط على إطلاق الأسلحة النووية لدى الدول الكبرى أمريكا أو روسيا يتضمن مجالاً مهماً على صعيد تدارك الخطر والتواصل بين تلك الدول للتحقق من وجود هجوم نووي بالخطأ من عدمه. وبالتالي فإن الفرصة لتدارك الأمور قد تكون مهمة والتي تقدر بالدقائق، ولكن في حالة الذكاء الاصطناعي فإن ردة الفعل لا تتجاوز أجزاء من الثانية. هذا من جانب.
ومن جانب آخر نقول بأن الاعتماد كلياً على الذكاء الاصطناعي يتوجب أن تكون وفق توازن محدد. وذلك بناءً على وجود سلبيات في أي تكنولوجيا في هذا العالم حيث لا يوجد أداء كامل مهما كانت درجة الدقة في تقنية الذكاء الاصطناعي.
وبناءً عليه نعود إلى موضوع مقالنا الرئيسي وهو أن الذكاء الاصطناعي قد يكون ثورة جديدة في هذا العالم على مدى السنوات القليلة القادمة.
والله ولي التوفيق.
** **
- كاتب كويتي