فهد المطيويع
لا أحد ينكر أن الهلال يمر بمرحلة عصيبة، مرحلة لم يعتدها لا جمهوره ولا من تابع تاريخه الطويل والمليء بالبطولات. فريق كان يُضرب به المثل في الانضباط الفني والهيبة داخل الملعب، أصبح فجأة فريقًا هشًا، ضائع الملامح، لا يعرف مدربه ماذا يريد، ولا يدرك لاعبوه ما هو المطلوب منهم.
الهلال، الذي كان إلى وقت قريب يتسيد المشهد المحلي والآسيوي، ويتفوق على كبار القارة بخبرة وحضور، بات الآن مجرد محطة عبور سهلة لكثير من الفرق. نقاطه لم تعد صعبة المنال، وهيبته لم تعد حاضرة، وشخصيته داخل الملعب فقدت بريقها.
من فريق يزاحم على الصدارة ويتربع عليها، إلى فريق يكافح من أجل البقاء في المركز الثاني، وكأن الطموح أصبح مجرد حفظ ماء الوجه، لا أكثر.
على أية حال، لن أحمّل المسؤولية لطرف واحد لما حل بالهلال، فالجميع شريك فيما حدث: الإدارة بسوء قراراتها، الجهاز الفني بتخبطه، واللاعبون بتراجع مستواهم الذهني والبدني. أما الجماهير، فهي الضحية الأولى، صُدمت بمشهد غريب لا يُشبه الهلال، لا من قريب ولا من بعيد. حتى لو تحقق كأس النخبة، لن تكون الفرحة كاملة، لأن الألم أعمق من أن يخففه لقب، ولأن هذا الفريق الذي اعتاد المنافسة على كل شيء، بات يكتفي بالقليل، ويحتفل بالحد الأدنى.
المشكلة الأكبر ليست فقط فيما حدث، بل في القادم. فالمؤشرات الحالية لا توحي بتغيير جذري. التأخر في حسم الأمور المصيرية، مثل اختيار المدرب الجديد والتخطيط لسوق الانتقالات، قد يُدخل الفريق في دوامة جديدة من المعاناة، خصوصًا مع اقتراب مشاركة الهلال في بطولة العالم، واستئناف الموسم المحلي بمنافسة شرسة من فرق باتت أكثر جاهزية وطموحًا. جمهور الهلال يستحق هلالاً بطلاً، والحل لتحقيق ذلك لا يكون بالمسكنات، بل بإعادة بناء حقيقي يبدأ من الداخل. الهلال ليس فريقًا عاديًا، والهلاليون لا يرضون إلا بالقمة، فإما عودة تليق باسمه وتاريخه أو أزمة قد تطول أكثر مما نتصور.