إيمان حمود الشمري
في القرن الثاني قبل الميلاد، وتحديدًا في عامي 139 و119، أرسل الإمبراطور ودي (Wu Di) من أسرة هان الصينية مبعوثًا اسمه تشانغ تشيان (Zhang Qian) في بعثات استكشافية إلى المناطق الغربية من الصين لفتح غرب الصين، مما فتح طريق التجارة إلى وسط آسيا وشرق البحر المتوسط، سمي هذا الطريق فيما بعد (طريق الحرير).
وبحسب السجلات التاريخية الصينية، بدأ التواصل بين الصين والعرب رسمياً في عام 651م ما يوافق 29 هـ، والذي يعد أيضاً بداية دخول الإسلام فيها. علاقة ودية تاريخيّة سجّلها التاريخ وأكّدها المستقبل في عدة محافل.
في شنغهاي التقى العرب والصينيين من جديد خلال انطلاق أعمال (الدورة الخامسة للمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية 2025 ) تحت عنوان: (تنفيذ مبادرة التنمية العالمية والدفع بتقدم التعاون الصيني العربي نحو آفاق جديدة)، برعاية وزارة الخارجية الصينية.
فصل جديد يؤكد على متانة العلاقات بين الجانبين في هذا المنتدى الذي من أهم أهدافه، تعزيز الخبرات بين الصين والدول العربية بشأن الإصلاح والتنمية، حيث شارك فيه مسؤولون وخبراء وباحثون في مجالات الابتكار والتجارة والاستثمار من الصين والدول العربية، كما ركّز المنتدى على (مبادرة التنمية العالمية) التي أطلقها الرئيس شي جين بيينغ، وعلى تنفيذ مخرجات القمة العربية الصينية الأولى التي عُقدت في الرياض.
حضر من الجانب السعودي الأستاذ ياسر أبو صابر مدير القسم السياسي والاقتصادي بسفارة المملكة العربية السعودية لدى جمهورية الصين الشعبية، والأستاذ عبد الرحمن مرشود، رئيس وحدة الدراسات الثقافية لمركز البحوث والتواصل المعرفي بالرياض، والذي شارك بكلمة مميزة حول العلاقات السعودية الصينية، مؤكداً أنه أصبح من الواضح في عالم متغير بوتيرة متسارعة أن التنمية المستدامة لن تكتمل إلا ببعد ثقافي يعزِّز الابتكار، وأن التعاون الثقافي بين الدول لم يعد مجرد تبادل ثقافات، وإنما إطار للتبادل المعرفي الذي يوسع التعاملات بين البلدين، في مجالات عدة مثل: التقنية والصناعات الحديثة والطاقة المتجددة والذكاء الصناعي، لأن الثقافة حين تنفتح على الآخر، تكون التعاملات أكثر مرونة وتلهم قطاعات الاقتصاد الذي أصبح أحد محركات النمو العالمي.
المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية فرصة لتعميق العلاقات الصينية العربية التي تسير في الآونة الأخيرة بمسار معبّد ينبؤ بمستقبل واعد لكلا الطرفين على جميع الأصعدة.