لعمرك ما للناس في الموت حيلة
ولا لقضاء الله في الخلق مدفعُ
لا شك أن رحيل وغياب من له مكانة عالية في وطنه وقلوب محبيه لهُ بالغ الأثر في النفوس، ولاسيما إذا كان له بصمة في خدمة وطنه ومرجعاً في العمل القانوني الحكومي والأنظمة واللوائح في الدولة كأمثال معالي الدكتور مُطلب بن عبدالله النفيسة الذي انتقل إلى رحمة الله يوم الخميس 27-9-1446هـ، وتمت الصلاة عليه بعد صلاة عصر يوم الجمعة 28-9-1446هـ بجامع الملك خالد بأم الحمام بمدينة الرياض، ثم حمل جثمانه الطاهر ووُورِيَ الثرى في مقبرة (عرقه) في أجواء حزن على فراقه.
لقد كانت ولادته في مدينة رياض الخبراء بمنطقة القصيم عام 1356هـ، ونشأ وترعرع بين أحضان والديه وبعد بلوغه السابعة من عمره التحق بالمرحلة الابتدائية وتدرج في مراحل التعليم إلى أن نال الشهادة الثانوية ، بعد ذلك انتقل إلى مصر ملتحقاً بجامعة القاهرة إلى أن حصل على شهادة البكالوريوس في القانون وذلك في عام 1962م، وعاد إلى أرض الوطن حيث بدأ العمل الوظيفي مستشاراً قانونياً في مجلس الوزراء وذلك في عام 1382هـ ثم تم تعيينه نائباً لمدير عام معهد الإدارة العامة، كما زاول في تلك الفترة مهنة المحاماة في مكتبه الخاص، بعد ذلك ابتعث للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه في القانون من جامعة هارفارد الأمريكية حيث حصل على درجة الماجستير في عام 1971م، ونال درجة الدكتوراه في عام 1975م، وبعد عودته تولى رئاسة شعبة الخبراء في مجلس الوزراء والتي ارتبط بها اسمه وارتبطت به حتى تحولت رسمياً إلى (هيئة الخبراء) في عام 1414هـ، وفي عام 1415هـ صدر المرسوم الملكي الكريم بتعيينه وزيراً للدولة وعضواً في مجلس الوزراء، وبالإضافة لعمله فقد كان عضواً في كثير من المجالس الحكومية المهمة، حيث كان أميناً عاماً وعضواً للمجلس الأعلى لشؤون البترول والمعادن وعضواً في المجلس الاقتصادي الأعلى وعضواً في مجلس الخدمة المدنية وعضواً في مجلس الخدمة العسكرية وعضواً في اللجنة العليا لإعداد النظام الأساسي للحكم وعضواً في اللجنة العليا لإعداد نظام مجلس الشورى وغيرها من اللجان الحكومية، ولاشك أن وجوده في المشهد التنظيمي لكل هذه الجهات دليل على ثقة ولاة الأمر به ولما يتمتع به من خبرة واسعة في مجال القانون.
وَلَيسَ على اللَهِ بِمُستَنكِرٍ
أَن يَجمَعَ العالَمَ في واحِدِ
ولي مع معالي الدكتور مُطلب -رحمه الله- ذكريات لا تغيب عن خاطري وذلك من خلال لقاءاتي به في كثير من المحافل وتبادل الإهداءات من الكتب فيما بيننا، فبالإضافة لعمله الحكومي وكثرة انشغاله وارتباطاته إلا أنه أديب ومثقف، وأذكر حينما زرته في منزله أطلعني على مكتبته العامرة وأهداني من نفائس الكتب -رحمه الله-.
هذي رياضُ يروق العقل مَخْبرها
هي الشفا لنفوس الخلق إن دَنِفَتْ
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وألهم أبناءه وأسرته الصبر والسلوان.
تولّى وأبقى بيننا طيب ذكره
كباقي ضياء الشّمس حين تغيبُ
** **
- عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف