عبدالله سعد الغانم
قصيدةٌ في رثاء وتأبين المرأة الصالحة الصابرة: رقية بنت عبد الله الحبيش التي وافتها المنية يوم الأحد 1-10-1446هـ بعد معاناة مع المرض رحمها الله رحمةً واسعة:
نزل القضاءُ وعيدُنا موجوعُ
غابت رقيَّةُ والوفا مفزوعُ
رحلت رقيَّةُ قد نعاها أهلها
من فَقْدها حُزْنًا تصبُّ دموعُ
رحلت رقيَّةُ قد بكاها بِرُّها
بالوالدين جميلُها مطبوعُ
رحلت رقيَّةُ قد بكاها وصلُها
فهي الوفيَّةُ ذِكْرْها مرفوعُ
وهي الحكيمةُ والرحيمةُ دأبُها
حُبٌّ وكفُّ رقيَّةٍ ينبوعُ
كانت محلَّاً للأمانةِ تُرتضى
منها المشورةُ صوتُها مسموعُ
كانت كشمسٍ في مرابعِ أهلِها
كم طاب منها في الحياةِ سطوعُ
سبَّاقةٌ للخيرِ ترجو ربَّها
عَدْنًا وهذا الهمُّ جِدُّ رفيعُ
فيها العزيمةُ ذاتُ بأسٍ صبرُها
يُروى وما مسَّ الفؤادَ جُزُوعُ
قد زارها ضرٌّ شديدٌ قاهرٌ
والكرْبُ زاد فما اشتكته ضلوعُ
خمسٌ من السنواتِ أرهق جسمَها
داءٌ عضالٌ والفؤادَ يروعُ
حُرمِتْ منامًا والأقاربُ أشفقوا
والكلُّ منهم قلبُهُ موجوعُ
كانت تُخفِّفُ عنهمُ أوجاعهم
بتفاؤلٍ منها العطاءُ بديعُ
فيه اصطبارٌ والثباتُ طريقُها
ولربها عند البلاءِ تُطيعُ
كانت مع القرآنِ تتلو آيهُ
ودعاؤها الرحمنَ فيه خشوعُ
فيها يقينٌ فوَّضت لإلهها
أمرَ البلاءِ له يطيبُ خضوعُ
فعسى البلاءُ طهارةً مع رفعةٍ
إنَّ الإلهَ لمن دعاهُ سميعُ
ارحمْ فقيدتنا إلهي واصفحنْ
عنها لعلَّ القبرَ- ربِّ- وسيعُ
أسكنْ فقيدتنا بعدنٍ ربَّنا
ما خاب مِنْ يدعوك وهو ضَرُوعُ
واجبرْ مصابًا للأحبةِ أهلِها
أنت الرجاءُ إليك طاب رجوعُ
ألهمهمُ الصبرَ الجميلَ إلهنا
فالكلُ منهم بالنوى مفجوعُ
أجزلْ ثوابهمُ وضاعف أجرهم
أنت الكريمُ وللدعاءِ سموعُ