محمد العويفير
تدخل بطولة آسيا النخبة مراحلها النهائية، والأنظار تتجه نحو الأندية السعودية الثلاثة المتبقية في السباق الهلال والأهلي والنصر، كل نادٍ يدخل هذه المرحلة بحكاية مختلفة وظروف فنية ونفسية تضعه في موقع معيّن من خط المنافسة، لكن ما يجمعهم هو أن هذه البطولة لم تعد مجرد بطولة، بل أصبحت مرآة حقيقية لمستوى كل مشروع رياضي داخل هذه الأندية.
الهلال تحديدًا يمر بمرحلة يمكن وصفها بالانهيار الفني، الفريق الذي كان حتى وقت قريب يبدو أنه في طريق مفتوح نحو اللقب فقد هويته فجأة، وإن نظرنا إلى نتائج الفريق الأخيرة فإنها تعطي مؤشرات على أن هناك شيئًا ما انكسر في المنظومة، وهذا الانهيار لم يأتِ فقط من ضغط الخصوم، بل من داخل الفريق نفسه من ثقل التوقعات، بالنسبة للهلال هذه النسخة من آسيا قد تكون الخط الفاصل بين بقاء الإدارة ورحيلها لكونها واجهت الجميع من أجل بقاء جيسوس لهذه المرحلة، والجمهور لن يرضى بأي نتيجة غير التتويج، وأي سيناريو غير ذلك سيُقرأ على أنه فشل لا مجرد تعثر.
على النقيض الأهلي هو الفريق الذي يملك في رأيي أفضل حالة فنية في هذه النسخة، التوازن ظاهر في كل خطوطه والهدوء واضح في تعامل لاعبيه مع مجريات المباريات، والثقة تملأ تحركاتهم وكأنهم يعرفون تمامًا ماذا يريدون، الأهلي لا يحمل على ظهره ذلك الضغط الإداري المرهق مثل الهلال ولا يحتاج لأن يثبت نفسه لجمهوره بنفس الحدة، لكنه بالمقابل يملك فرصة ذهبية ليثبت أنه لا يعود فقط، بل يعود بطلاً، فهذه البطولة بالنسبة للأهلي ليست عبئًا بل منصة صعود حقيقية نحو مشهد جديد، مختلف عن سنوات الغياب والشكوك.
أما النصر فالفريق يعيش حالة تصاعد واضحة في مستواه، شيئًا فشيئًا بدأ يفرض نفسه كقوة حقيقية في البطولة وأحد المرشحين البارزين لها، الانسجام بدأ يظهر، الهوية الفنية بدأت تتضح، والأسماء العالمية التي يملكها بدأت تتكلم بلغة الفريق لا الأفراد. النصر ربما لا يعيش نفس النضج التكتيكي الموجود في الأهلي لكنه في طريقه إليه، يسير بخطى ثابتة نحو مشروع يبدو أنه طويل المدى لكن بدايته ستكون هنا في هذه البطولة، وما سيحدث سيُبنى عليه.
في النهاية تبقى كرة القدم لعبة مفاجآت، لكن حين أُسأل من أراه الأقرب أقولها بوضوح: الأهلي هو المرشح الأول، فنيًا هو الأفضل ونفسياً تشعر أنه يلعب وهو يعرف أنه ليس مضطرًا لإثبات شيء لأحد، الهلال في موقف صعب قد ينهض لكن الظروف ضده أكثر من كونها معه، والنصر قد لا يكون في أفضل نقطة من جهوزيته لكنه في أفضل نقطة من تطوره.
رسالتي:
أحياناً.. من ينجو من الانهيار هو من يكتب النهاية!
** **
- محلل فني