بدر الروقي
منذُ بزوغ طفولتنا ونحن نمرُّ بمفترقٍ من الهوايات ومنعطفٍ من الرغبات، لطالما توقفنا عندها كثيراً؛ وكله في سبيل اختيار الطريق الذي يصلُ بنا لمنفذ البساطة، ويعبر بنا حدود الشغف.
كرة القدم كانت أحد الخياراتِ الجميلة التي مررنا بها في رحلة الافتتان الطفولي لتكون بعد ذلك المتنفس الذي يرافقنا في جميع المراحل العمرية، والفسحة التي تخرجنا من ضغوط العمل وتخمة المشاغل.
ولأنَّ الميول نزعةٌ سلوكية تجعل أحدنا ينجذب لما يحبه، ويتقبَّله ويبذل له أقصى درجات التَّضحية؛ كنت رهين هذا الميول وهنا أعني (الميول الرياضي)، فعبر بوابة نادي الشباب ولج العشق، وتدافع الشوق. شباب الحقبة الذهبية حينما سطّر وسيطر محلياً وعربياً في بداية التسعينيات، وكان الجسر الذي يمد المنتخبات الوطنية تلك الحقبة بمنتجٍ وطني؛ كان نتاجه ما شاهده الجميع عام 94 في أمريكا، حقبة السمار والرومي وعواد وفؤاد والكلثم والرزقان والمهلل والأسطورة العويران، مروراً بعد ذلك بعابر القارات مرزوق والداود والواكد وفهد السبيعي والقنَّات والفلتة الشيحان إلى أن نصلَ لجيل البلطان العظيم حديث الرياضيين والمهتمين كروياً؛ لجمال ما يقدمون ويعزفون داخل المستطيل الأخضر.
عشِقنا الشباب صغاراً بكل تفاصيله، عندما ينكسر وعندما يحلِّق في سماء البطولات واليوم نشيبُ والشباب فينا حباً يتجدد، وعشقاً لا يتغيّر، ولو تغيَّر به الزمان وتكالبت عليه الظروف سيبقى مقامه منصات الفؤاد بطلها الوحيد، وعشقها الفريد.
الشبابُ بطولتنا -قبل وبعد- التوثيق. ورقعةُ عشقه متسعةٌ دواخلنا؛ لا تُحصر بتوثيق بطولات، ولا تُحجب بغربال لجان.