د. عيسى محمد العميري
لطالما كانت جهود دول مجلس التعاون الخليجي منارة واضحة في المحافل الدولية والإقليمية وعلى الصعيد العربي بشكل خاص، من قبل ومن بعد، وفي أكثر من موقف وفي أكثر من بؤرة خلاف وحرب حصلت في العديد من بؤر الصراع في العالم.
فقد كانت جهودها المبذولة في فترات ماضية منصبة على رأب الصدع في العلاقات بين الدول وعلى صعيد المثال لا الحصر. فإننا نجد ذلك جلياً في صراع الإخوة الأشقاء في السودان، حيث كانت جهودها لتقريب وجهات النظر كبيرة ونشطة بشكل مميز للخلاف بين الأشقاء المتخاصمين، فنظمت المؤتمرات تلو المؤتمرات واللقاءات على أرضها وآخرها كان في المملكة العربية السعودية، فكانت جهود بناءة وذات تأثير كبير أسفر عن نتائج إيجابية محدودة. ولكنها كانت بداية مهمة على طريق الحل.
وبذلت الكثير من الجهود المضنية لتحقيق السلام المنشود، وتأتي جهود دول الخليج لمساعدة الشعوب للتخفيف من معاناتها جراء الحروب ونتاج تلك الصراعات، ويضاف إلى ذلك من واقع يقينها التام بأن هذا الهدف يخدم واقع الأمة العربية ويرفع من شأنها بين الأمم والمجتمعات والدول في العام أجمع.
من هنا ومن هذا المنطلق فإنه لابد لنا من الإشارة إلى الجهود الدولية الأخرى التي كان لها وقع كبير في مسيرة تحقيق السلام ووقف الحرب الروسية - الأوكرانية، هذا بالإضافة إلى ذلك نقول إن جهود مجلس التعاون لطالما تبنت الكثير من مبادرات السلام لتقريب وجهات النظر بين أطرف نزاع عديدة في العالم أجمع، وهو ما أشاد به العديد من المراقبين الدوليين، وفي مواقع الصراعات المختلفة في العالم. كما أن رؤية دول مجلس التعاون الخليجي تحظى بالثقة والمصداقية في المجتمع الدولي، ومما يجدر ذكره أيضاً في هذا الصدد وجود الكثير من المبادرات المهمة على صعيد التوفيق بين أطراف الصراع وكان له تأثير إيجابي كبير على صعيد التخفيف من معاناة الشعوب التي عانت كثيراً من ويلات الحرب والمجاعة جراء تلك الصراعات.
ونجحت في العديد من المواقف لوقف تلك الحروب، ودعمت تثبيت السلام من خلال علاقاتها ودعمها لتحقيق ذلك السلام، فبوركت تلك الجهود ونسأل الله استدامتها وجعل دول الخليج دعماً وسنداً لكل الشعوب التي تعاني من حدوث الصراعات والخلافات والحروب، والله ولي التوفيق.
** **
- كاتب كويتي