محمد العشيوي - «الجزيرة»:
قدّمت «مدل بيست» فعالية «ألف وواحد» وسط أجواء موسيقية ساحرة، جمعت بين الحداثة والإرث الثقافي السعودي، حيث شكّلت تجربة استثنائية لعشّاق الموسيقى من مختلف التوجّهات وسط أربعة مسارح متنوعة بأسماء توحي للطبيعة والحكايات الغامرة، مثل قافله، قصر وبستان وسحاب، وتغنى بها حوالي 100 فنان عالمي بأعمال الموسيقى الغربية والهيب هوب، والـDJ الممتزج بين الموسيقى الشرقية والعربية.
وجاءت البوكسات بطابع خاص هذا العام، إذ تم دمجها بشكل فني مع عناصر من الثقافة السعودية، ما أضفى على الفعالية لمسة محلية أصيلة في قالب عالمي عصري، وسط ازدحام كبير من الزوار الذين عاشوا فرحة متناغمة مع الموسيقى.
أما الهوية البصرية فقد لعبت دورًا محوريًا في إبراز طابع الفعالية، إذ تميز كل مسرح بطابع خاص مستوحى من مزيج الثقافتين الغربية والشرقية، ليحكي كل منها قصة موسيقية فريدة.
ولم يكن اختيار أسماء المسارح عشوائيًا، بل حملت مسميات مستوحاة من الطبيعة، ترمز للحياة والربيع، في تناغم مع روح الإبداع والتجدد التي تبثها الفعالية.
وقدّمت «ألف وواحد» تجربة موسيقية حية تنبض بالأصالة، عكست نمطًا تقليديًا في الإثراء الموسيقي، حيث اجتمع فيها الأداء الحي مع الطابع المحلي، ما منح الحضور لحظات لا تُنسى، وكان الجمهور هو بطل الليلة، إذ تحوّلت المسارح إلى دائرة نابضة بالحياة، في انسجام تام مع اسم الفعالية الذي استُلهم من القصص والحكايات الغنية بالتفاصيل والدهشة.
وسيطرت الأجواء الخريفية المعتدلة على الليلة، ما أضفى سحرًا خاصًا على الأمسية، وعزّز من تفاعل الزوّار مع الفقرات والعروض الموسيقية، اذ ربطت الفعالية الحاضر بالماضي بمزج بين مهرجان «ساوندستورم» الشهير الواقع في شمال الرياض بمنطقة «بنيان».
وعززت الفعالية من الأجواء الكلاسيكية بقصة بدأت للزوار التي جاءت كهوية بمسماها المتجدد، وكشفت الفعالية عن التجديد والإبتكار في تعزيز للهوية الموسيقية وأصالتها، لتكون رحلة تستلهم روحها من عالم “ألف ليلة وليلة”، لتقدم للجمهور توليفة مبتكرة من الإيقاعات، والعروض البصرية، والتجارب الأدائية المعاصرة والمميزة.
وتميزت الفعالية بمشاركة منصات موسيقية مثل المرسيقى الألكترونية، والموسيثى العربية، وبعض العروض التفاعلية، ومزجت فعالية «الف وراحد» التراث السعودية الغني لتعريف الزوار والسياح بالمكنوز الثقافي الغني، لتنقل الزوار في قصة غامرة في عالم الموسيقى.
وأكدت “مدل بيست” التزامها بتوثيق الفعاليات الموسيقية وإبراز المواهب المحلية والعالمية في عالم الهيب هوب والـDJ، مما يرسّخ مكانة السعودية كوجهة عالمية للموسيقى والإبداع.