سلطان مصلح مسلط الحارثي
رغم الآلام والجروح.. والمتاعب والمصاعب.. والانكسارات المتوالية.. والخساير التي أفقدتهم كأس الملك.. واقترابهم من فقدان بطولة الدوري.. رغم كل ذلك.. وقف جمهور الهلال كالطود الشامخ.. رافعاً راية التحدي.. ومعلناً دعمه الكامل لفريقه.. ليشع نور وجودهم على شواطئ جدة.. رافعين أعلامهم الزرقاء.. حتى أصبحوا حديث المجتمع الآسيوي.
جدة زرقاء.. من كان سيصدق هذا الخبر؟ خاصة بتواجد الأهلي (ابن المحافظة)، وتواجد النصر مع كريستيانو.. إلا أن هؤلاء الهلاليين لووا أعناق المجتمع القاري نحوهم.. فارضين حضورهم بهيبتهم وسطوتهم.
قبل مباراة الهلال وغوانفجو في دور الـ8 من دوري أبطال آسيا للنخبة المقامة حالياً في جدة، كان الحديث كل الحديث عن شعبية الهلال.. وحضورهم الطاغي في جدة.. الذي أثار إعجاب النقاد والمتابعين العرب والآسيويين.. وفي أثناء لقاء الهلال مع غوانغجو.. اكتمل جمال المدرج الهلالي باكتمال جمال الهلال داخل المستطيل الأخضر.
حضر الجمهور وكله شغف.. داعم.. ومساند.. ومؤازر.. رافعاً بيده التيفو الذي أذهل المتابعين في القارة الصفراء.. ليؤكد هذا الجمهور للمرة الألف.. أنه مختلف باختلاف النادي الذي ينتمي له.. وأنه لا يمكن مقارنته مع أي جمهور.. من ناحية الشعبية الجارفة.. ومن ناحية الدعم بكافة أشكاله.
جدة زرقاء.. لا غرابة بعد اليوم في ذلك.. فقد اكتسح الهلال.. وفرض جمهوره هيمنته خارج مقره.. وقال للقارة الآسيوية.. أنا الهلال.. أنا كبير القارة.. أنا زعيم آسيا.. أنا الرهان الذي تستطيعون الاعتماد عليه.
جدة زرقاء.. قالها أبناء جدة قبل غيرهم.. ولاحظها المجتمع الرياضي في كل مكان.. ليردد المشجع الهلالي.. جدة كذا.. هلال وبحر.
الهلال يتجلى إبداعاً
ومثلما كان جمهور الهلال متجلياً قبل وأثناء مباراة دور الـ8 من نخبة آسيا، فقد أصابت الغيرة لاعبي الفريق.. واستفزهم الحضور الطاغي لجماهيرهم.. ليقدموا لهم ولنا وللمجتمع الرياضي.. عزفاً كروياً مختلفاً.. بقيادة عازف الأوركسترا نجم المباراة الصربي سيرجي سافيتش، وأسطورتنا الكروية سالم الدوسري.. وينتج عن هذا الإبداع.. اختفاء الفريق المنافس.. الذي ظل يتفرج وربما يتعلم، كيف يلعب نجوم الهلال.. الذين هزوا شباك فريق غوانغجو بسباعية.. ليصحو مدرب غوانغجو على صوت نغم حزين.. بعد أن كان قبل اللقاء بيوم.. يهدد ويتوعد.. ولم يعلم أن غضب الهلال كائد.. وغضب الهلال لا يمكن أن يقاوم.. فهل شعر مدرب غوانغجو بفداحة تصريحاته الاستفزازية.
ويبقى الأهم يا زعيم
مباراة غوانغجو كانت مهمة لعودة فريق الهلال لجادة الصواب.. وتأهله لنصف النهائي يشكل علامة إيجابية للهلال وجماهيره.. ولكن على الهلال (لاعبين وأجهزة فنية وإدارية)، أن يعلموا أن تأهلهم جيد، ولكنهم لم يحققوا شيئاً حتى الآن، مثلما ذكر ذلك جيسوس الذي يعرف أن المشجع الهلالي لا يرضى بغير الذهب.. والطموح الحالي لجماهير الزعيم.. هو وضع النجمة الخامسة على تيشيرت أكبر أندية القارة الآسيوية.